إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق...!

الأمم والشعوب لا ترتقي إلا بأخلاقها وإخلاصها وصدق تعاملها مع من حولها...

والأخلاق هي الأساس لتعاملات البشر ، وهي التي يتميز بها الإنسان عن باقي المخلوقات .

وإذا إنتزعت الأخلاق واختفت سقطت الأمم وانهارت..

وكما قال الشاعر؛

إنما الأمم بالأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.   

ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق ويغرس في نفوس الناس التمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة لقوله عليه الصلاة والسلام:

(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

فالأخلاق هي المرتكز الأساس لتعاملات البشر على هذه الأرض.

هي الأخلاق تنبت كالنبات...إذا سقيت بماء المكرمات.

تقوم إذا تعهدها المربي...على ساق الفضيلة مثمرات.

اليوم نلاحظ بأن مثل هذه الأخلاق الحميدة والصفات النبيلة قد تلاشت واختفت من حياتنا ....

ولم نعد نرى توقير للكبار ولا إحترام لهم...

والطامة الكبرى أن بعض الأبناء يتطاولون على آبائهم ولايعيرونهم ادنى إعتبار أو إهتمام...!

ساءت الأخلاق وطغت الألفاظ النابية بين الشباب...!

فما الذي جرى...؟

وماذا أصابنا...؟

العتب كل العتب على الآباء والأمهات ، فعليهم تقع المسؤولية في توجيه الأبناء وتربيتهم التربية الصحيحة السليمة التي أمرنا بها ديننا الإسلامي الحنيف ، فهو دين أخلاق وقيم سامية.

ثم تقع المسؤولية في ذلك على المؤسسات التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات ..

فليحرص القائمون على هذه المؤسسات على غرس القيم الفاضلة في نفوس الطلاب.

ولا نعفي هنا أئمة وخطباء المساجد فرسالتهم للمجتمع هي التوجيه والنصح والإرشاد...

وكل منا عليه أن يقوم بواجبه تجاه الاولاد فهم جيل المستقبل الذي يعتمد عليه لبناء الوطن.

وما أحوجنا اليوم أن نطبق هذا التوجيه النبوي الذي خطه لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام:

(الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل)

فإختيار الصديق أو الخليل الصالح هو بداية الطريق الذي سيقودنا لبر الأمان.

و طوبى لمن ألبسه الله ثوب حسن الخلق.