نيويورك تايمز تسلط الضوء على تأثيرات هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر

نيويورك تايمز تسلط الضوء على تأثيرات هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر

نيويورك تايمز

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على التأثيرات الاقتصادية واللوجستية والبيئية الكبيرة الناجمة عن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أجبر شركات الشحن العالمية إلى تحويل مسار الابحار حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا. على مدار العام الماضي، نفذ الحوثيون ما يقرب من 130 هجومًا باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ، مما أدى فعليًا إلى قطع الوصول إلى قناة السويس وإضافة 3500 ميل بحري و10 أيام إلى طرق الشحن، وفقًا لـ Lloyd's List Intelligence. 

أدى هذا الاضطراب إلى زيادة كبيرة في العدد الأسبوعي لسفن الحاويات التي تسافر حول رأس الرجاء الصالح من 40 إلى 136، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل. كما ارتفعت تكلفة شحن حاوية من آسيا إلى شمال أوروبا بنسبة 270٪ في العام الماضي، بينما ارتفعت تكاليف الشحن من الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بنسبة 217٪. 

وقد شهدت بعض الشركات زيادات أكثر حدة؛ على سبيل المثال، أفاد أحد المستوردين بدفع 8700 دولار مقابل حاوية بطول 14 قدمًا من شنغهاي، وهو ما يزيد بأربعة أضعاف عن التكلفة قبل عام.

ويمتد التأثير الاقتصادي إلى ما هو أبعد من شركات الشحن. فقد شهدت مصر، التي تعتمد بشكل كبير على الإيرادات من قناة السويس، انخفاضًا بنسبة 60٪ في إيرادات قناة السويس في بنكها المركزي خلال الربع الأول من عام 2024، مما حرم البلاد من الدخل الحيوي في وقت تعاني البلاد من ضائقة مالية حرجة. 

بالإضافة إلى ذلك، يحذر خبراء الاقتصاد من أن هذه الهجمات تدفع التضخم العالمي مع انتقال تكاليف الشحن إلى المستهلكين. والتكلفة البيئية كبيرة بنفس القدر، حيث أدت الطرق الأطول حول إفريقيا إلى 35.7 مليون طن متري إضافية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، وهو ما يعادل الانبعاثات السنوية لـ 7.8 مليون سيارة، وفقًا لشركة Inverto، وهي شركة استشارية لسلسلة التوريد.

كما تتحمل أطقم الملاحة البحرية العبء الأكبر من هذه الاضطرابات، حيث تواجه رحلات مطولة وقلقًا متزايدًا بشأن خطر الهجمات.

 إن مشغلي سفن الشحن التي تحمل مواد مثل الفحم والأسمدة، لا يبلغون طواقمهم غالبًا بمساراتهم، مما يزيد من مستويات التوتر.

 ويبرر الحوثيون، بدعم من إيران، هذه الإجراءات بأنها رد على حرب إسرائيل على حماس في غزة. وعلى الرغم من تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة والانتكاسات مثل إضعاف حزب الله في لبنان وانهيار حكومة بشار الأسد في سوريا، يتوقع المحللون أن تستمر هذه الاضطرابات. وتمثل الأزمة الحالية عودة إلى لوجستيات ما قبل قناة السويس، مما يفرض تحديات كبيرة على قطاع الشحن العالمي والاقتصادات التي تعتمد على التجارة البحرية.