من يُكرِم من؟
بقلم: الدكتور فوزي النخعي
تابعت كغيري من رواد منصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها وأشكالها، والحقيقة وقفت محتاراً، وفي نفس الوقت أُصبت بالدهشة من سيل من التكريم، لبعض المدرسين والأساتذة، والتي أصبحت من وجهة نظري مجرد ترندات فقط لا أكثر، لقد غابت عن روح التكريم الذي كنا نعرفه قديماً.
التكريم الذي فيه تكون عزة وكبرياء المعلم والاستاذ، وليست كتلك الحالات التي شاهدتها على منصات التواصل من أن يتم التصدق ببعض الحلويات والشوكولا على هذا الاستاذ أو تلك الأستاذة بأنواع مختلفه من الشوكلاته، وهو فارداً كفيه لها، وتوضع بين يدي الأستاذ هذا أو ذاك، فهذا التكريم بهذا الشكل وإن كان مقصده حسن من جهة الطلاب، وهم يكرمون معلميهم ويظهرون لهم شيئاً يسيراً من الدعم المعنوي.
ولكن ما يُعيب هذا التكريم أن صح تسميته بهذا الاسم، لأنه جاء من قبل الطلاب، وبشكل عفوي، وودي، ولكنني رأيت ذاك الأستاذ أو تلك الأستاذة أثناء التكريم ذلك، ويتم وضع أنواعاً من الحلويات بين يدي الأساتذة بطريقة غير محببة ولا مرغوبة.
والسؤال الذي عنونت به مقالي هذا من يُكرم من؟
هل الطلاب من يكرمون هؤلاء الأساتذة؟ والذي أظهر الطلاب مدى حبهم واختيارهم لهذا الأستاذ أو ذاك، ومنحوه هذا التكريم اليسير، أم أن هناك جهة المفروض هي المخولة بتكريم مشاعر النور، ومصابيح الدجى، والشموع التي تحرق نفسها لكي تنير طريق الآخرين.
أليس الأجدر بتلك المؤسسات التعليمية والأكاديمية هي من تكرم هؤلاء المميزين والمميزات من الأساتذة، وليسوا الطلاب؟!
أليس على تلك المؤسسات والأكاديميات هي من تقوم بهذا الدور! حتى يشعر الاستاذ أنه محل نظر من قبل قيادة تلك المؤسسات التعليمية.
لكن الغريب أننا نرى هذا الأستاذ الذي أفنى شبابه وعمره في تعليم الأجيال تلو الآخر، ولا يجد من يكرمه نظير ما قدمه لتلك الأجيال إلا أن يقوم ثلة من الطلاب والطالبات بتكريمهم بهذه الطريقة، إن هذا لشيء عُجاب! لست ضد تكريم الطلاب لمدرسيهم، بقدر ما أنا حزين على هؤلاء الأساتذة الذين كان المفروض أن يقوم عمداء كلياتهم، أو رئيس جامعتهم بتكريمهم التكريم الأمثل والاكمل، ولكننا في بلد الغرائب والعجائب والطرائف.
لازلت أسأل نفسي كلما نظرت إلى تكريم آخر لمدرس وأستاذ آخر، وفي كلية أخرى من قبل هؤلاء الطلاب وبتلك الطريقة، أسأل نفسي مرات ومرات، من يُكرم من؟!!
ودمتم سالمين