"الغارديان": عودة ترامب "يوم قاتم" لأمريكا والعالم
وصفت صحيفة "الغارديان" فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية وعودته إلى البيت الأبيض مُجددًا بأنها "تُمثل يومًا قاتمًا للولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره".
وعلى الرغم من أن ناخبي ترامب كانوا يعلمون جيدًا ما سيحصلون عليه عندما فضلوه على كامالا هاريس، إلا أن خصومه لا يمكنهم أن ييأسوا أيضًا.
وبحسب الصحيفة، إنها لحظة قاتمة ومخيفة بشكل استثنائي بالنسبة للولايات المتحدة والعالم، حيث اكتسح دونالد ترامب المجمع الانتخابي وهو في طريقه للحصول على التصويت الشعبي، مما لا يمنحه النصر فحسب، بل التفويض أيضًا.
وفي حين راهن العديد من الناخبين على ترامب في عام 2016، فقد ضاعفوا الرهان هذه المرة. وعندما عُرض عليهم الاختيار بين انتخاب أول رئيسة سوداء على أساس وعد بمستقبل أكثر إشراقًا، وبين انتخاب "مُجرم كاره للنساء"، أُدين مرتين ويروج للكراهية والانتقام، اختاروا ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن هاريس أدارت حملة مصقولة ولكن مبتورة؛ إذ إن آثار رفض بايدن تسليم الشعلة مُبكرًا انعكست بشكل واضح على نتائج الانتخابات.
وعلى الرغم من المخاطر، فشل العديد من الناخبين الديمقراطيين في المشاركة. وفي حين أن هناك فجوة بين الجنسين، لكن 52% من النساء البيض ما زلن يصوتن لصالح ترامب.
كما اتجه نحوه الرجال اللاتينيون على وجه الخصوص؛ إذ يظل الانقسام العنصري صارخًا، ولكنه ربما يتقلص إلى حد ما مع اتساع الفجوة التعليمية.
ويستمتع العديد من الناخبين باستعداد ترامب لكسر النظام، لأنهم يشعرون أنه معطل بالفعل بالنسبة لهم.
وتابعت الصحيفة بأن التحيز شجع الناخبين على رؤية ترامب كزعيم أكثر فعالية من هاريس، إلى جانب الخلط الخاطئ بين الاستبداد والقوة.
وعلى الرغم من أن العديد من ناخبيه أعطوا الأولوية للاقتصاد، لكنهم ما زالوا يعلمون أنهم يختارون حاكمًا مستبدًا محتملاً تعهد بالترحيل الجماعي والانتقام من المعارضين السياسيين والصحفيين؛ والذي وصفه قائده العسكري السابق بأنه "فاشي حتى النخاع"؛ بعد أن حاول قلب إرادة الشعب عام 2020 وأثار عصيانًا مسلحًا، وفق الصحيفة أيضًا.
وتوقعت الصحيفة أن تُعزز عودة ترامب قوة بوتين وتُضعف أوكرانيا؛ علاوة على خطورة فرض مزيد من التعريفات الجمركية والانسحاب من اتفاقيات المناخ وتعزيز الوقود الأحفوري.
ورأت الصحيفة بأن ما ينتظر أمريكا والعالم هو الأسوأ، وأن الكثيرين يشعرون باليأس بعد فوز ترامب لإيمانهم بأن نهجه القائم على المصالح لن يتغير.
وهذه المرة يُسيطر على مجلس الشيوخ وربما على مجلس النواب. علاوة على شيك على بياض من المحكمة العليا؛ وتجديد الإيمان بتفوقه وإرضاء غرائز الناخبين.