"استهداف المطارات".. رسائل "متبادلة" بين إسرائيل وحزب الله

"استهداف المطارات".. رسائل "متبادلة" بين إسرائيل وحزب الله

أثار استهداف محيط مطار بيروت الدولي موجة من التكهنات، حول ما إذا كان الأمر مؤشرا أو رسالة إسرائيلية لوقف المسار الدبلوماسي الساعي للهدنة ووقف إطلاق النار، في وقت لا تزال الغارات الإسرائيلية مستمرة على عدة مناطق لبنانية.

 

وكشفت مصادر لـ"إرم نيوز"، عن فصل استهداف محيط المطار عن المفاوضات والهدنة، وأكدت أن هذا الاستهداف هو رسالة بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا بعد أن قامت الميليشيا اللبنانية باستهداف محيط ، وذلك لدفع الميليشيا إلى عدم تكرار هذا الاستهداف.

"نتائج كارثية على لبنان" 

ويرى العقيد المتقاعد بالجيش اللبناني، جميل أبو حمدان، أن "استهداف محيط مطار بيروت الدولي هو رسالة عسكرية مباشرة موجهة إلى لبنان وميليشيا حزب الله، فقبل الاستهداف تم استهداف محيط مطار بن غوريون بتل أبيب، ما أوقف حركة الملاحة الجوية، وأشاع حالة من الذعر في صفوف الإسرائيليين داخل المطار وخارجه، أي أن الاستهداف كان رسالة مفادها إن أعدتم استهداف مطاراتنا سنستهدف مطاركم، رغم الوعود السابقة بتحييد المطار، وهو ما تم فعلا طوال الفترة الماضية".

 

ويضيف العقيد المتقاعد في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل لو قامت فعلا باستهداف المطار ستكون النتيجة كارثية على لبنان؛ لأن الجسور الجوية التي تأتي بالمساعدات قد تتوقف، وسيكون وضع اللبنانيين سيئا جدا، إذ إن جميع ما يقدم للنازحين واللبنانيين الواقعين تحت خط الفقر يتم من خلال هذه المساعدات، وإن توقفت مع إقفال المطار سيكون اللبنانيون في كارثة حقيقية، قد تنتج انفجارا اجتماعيا ناتجا عن الضغط المادي وحالة العوز".

 

ويشير أبو حمدان إلى أن "حزب الله مخطئ تماما باستهدافه المواقع الحيوية الإسرائيلية، وخاصة المطار، لأنه يعلم تماما ردة الفعل المتوقعة من الجانب الإسرائيلي، بل إنه يعطيه ذريعة لقصف المطار وإقفاله وجعله خارج الخدمة، لذا فإن الحزب بحاجة إلى مراجعة حساباته والالتفات إلى لبنان واللبنانيين، ووقف خططه التي كلّفت لبنان الكثير من الحجر والبشر على حد سواء".

"لا تأثير للغارة الإسرائيلية على المسار السلمي"

 

ومن جهتها، أوضحت الباحثة في الشأن اللبناني، الدكتورة زينة محمود، أن "الحديث عن جهود دبلوماسية لوقف الحرب في لبنان تجمّد منذ أيام، ولا تأثير للغارة الإسرائيلية التي طالت محيط مطار بيروت على المسار السلمي على الإطلاق".

 

وتضيف الباحثة محمود في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الجميع وخاصة الجانب الإسرائيلي كانوا بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، وفي الوقت نفسه يقوم الجانب اللبناني بالتحضير لفترة الهدنة لمدة 60 يوما وهي الفترة المقترحة للبدء بتنفيذ القرار 1701 وبدء سحب حزب الله إلى منطقة شمال الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود".

 

وأوضحت، أنه "وعلى الرغم من حالة الجمود الحالية فإن الحراك الدبلوماسي لا يزال جاريا وإن كان بوتيرة بطيئة بعض الشيء، حيث يتم التحضير للهدنة وتحضير الآلية المطلوبة لتنفيذها، خاصة فيما يتعلق بتشكيل لجنة مراقبة دولية مهمتها التأكد من تنفيذ بنود الهدنة من قبل الجانبين الإسرائيلي وحزب الله، بالإضافة إلى انتشار الجيش اللبناني على غرار اللجنة التي تم تشكيلها في عام 2006 بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتي سميت وقتها بلجنة تفاهم نيسان".

 

وتشير محمود إلى أن "الجهود ستنصب حاليا لخفض وتيرة الغارات الإسرائيلية لفترة تمتد إلى حين استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامه بشكل رسمي، كونه الوحيد الذي يستطيع الضغط الفعلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بيامين نتنياهو، نظرا للعلاقة القوية بين الرجلين، وفي نفس الوقت سيقدم نتنياهو هدية نفيسة لترامب بقبوله وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده، وبمعنى أصح إعادة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى مسارها الصحيح".

إرم نيوز