العراق والفصائل المسلحة.. خبراء يحددون 3 دوافع لفتح "الملف الأصعب"

العراق والفصائل المسلحة.. خبراء يحددون 3 دوافع لفتح "الملف الأصعب"

رصد خبراء ومعنيون في الشأن العراقي ثلاثة أسباب وتحولات قد تدفع الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني إلى فتح ملف الفصائل المسلحة تمهيدًا لإنهاء دورها بشكل تام.

 

وفي ظل المتغيرات المتسارعة والتوترات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، تحولت المجاميع المسلحة في إلى عبء كبير يستنزف موارد الدولة، إذ يُستخدم هذا التمويل لشراء الصواريخ والطائرات المسيرة عبر مؤسسة الحشد الشعبي.

 

ورغم المساعي العراقية السابقة لسحب سلاح الفصائل المسلحة، إلا أن هذا المسار يصطدم بجملة من العوائق، أبرزها ارتباط بعض الفصائل بهيئة الحشد الشعبي، وهي جهة رسمية، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية. لكن مراقبين يرون أن التحولات الأخيرة ستكون حاسمة في التعامل مع هذا الوجود.

 

وخلال استقباله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق "يونامي"، محمد الحسان، في النجف الأسبوع الماضي، أكد السيستاني أن "تحقيق الاستقرار والازدهار غير ممكن دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة"، ما أعطى دفعة إيجابية نحو إمكانية تعاطي الحكومة مع هذا الملف.

 

بدوره، أفاد عضو في قوى الإطار التنسيقي (مجلس مصغر للقادة السياسيين الشيعة) بأن "اجتماع قوى الإطار الأخير بحث بنود بيان السيستاني، ومنها دعوته لحصر السلاح بيد الدولة، لكن الآراء تباينت حيال الأمر، ولم يُتخذ أي قرار".

 

أخبار ذات علاقة

 

 

وأوضح المصدر لـ"إرم نيوز" أن "هناك قلقًا من وجود تحرك حكومي مدعوم بقبول شعبي تجاه لإنهاء أنشطتها المخالفة للقرار الرسمي، خاصة أن تبعات هذا الانخراط في الحرب بدأت تزيد كلفتها".

 

وأشار إلى أن "ممثلي الفصائل العراقية في مجلس النواب يرفضون فتح هذا الملف والنقاش بشأنه، تحسبًا من صدور أي قرارات مناهضة لهذه المجاميع".

 

وتفاعلت الأوساط الشعبية والسياسية في العراق مع دعوة المرجع الأعلى لحصر السلاح بيد الدولة، حيث لاقت رسالته الأخيرة صدى واسعًا، واعتُبرت ضوءًا أخضر للحكومة بشأن ضرورة إنهاء هذا الملف.

 

بدوره، قال الخبير في الشأن العراقي رمضان البدران إن "مسألة وجود الفصائل المسلحة تحولت إلى معضلة حقيقية تواجه العراقيين منذ سنوات، كما أن الحكومة تواجه صعوبة في التعاطي مع ذلك".

 

وأوضح البدران لـ"إرم نيوز" أن "رسالة النجف كانت واضحة، وتضمنت مفترقات جديدة ومهمة يجب الالتزام بها، لكن الفصائل المسلحة تؤكد أن مرجعيتها الدينية في إيران وليست في النجف، وهذا مأزق آخر".

 

وأثار فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية تكهنات بإمكانية التعامل بخشونة مع الفصائل المسلحة في العراق، خاصة وأن له تجربة سابقة مع تلك المجاميع التي ضيق عليها بشكل كبير في ولايته الأولى.

 

ورأى مراقبون عراقيون أن وصول ترامب يمثل ضوءًا أخضر للحكومة للتعامل مع ملف الفصائل المسلحة وإجبارها على تسليم أسلحتها، إذ ستحظى بدعم من المجتمع الدولي والولايات المتحدة.

 

وقال المحلل السياسي عماد محمد إن "وصول ترامب سيكون دافعًا لحكومة السوداني أو الحكومة التي تأتي بعده بشأن تسوية ملف المجاميع المسلحة ومنعها من ممارسة أنشطتها".

إرم نيوز