أمهر الصناعات اطلاقا "صناعة الغباء"

من باب التضاد لطالما يوجد هناك ذكاء ودهاء ،لابد بالمقابل أن يوجد غباء وجهل لذا فان أمهر صناعات ـ اليوم على الاطلاق- ليس الذكاء الصناعي المتجدد، ولا الإبتكارات  التكنولوجية المتطورة  بل إن أفضع الصناعات العصرية تكمن في صناعة الغباء البشري، الذي تمتع به عامة الشعب ـاليوم-  من انتاج وصناعة حكومة مخادعة ، رغم ضآلة الفارق بينهما، فقد استطاعت أن تمرر مشاريعها وخططها في تدهور الأوضاع وسلب خيرات البلاد باسم الوطنية والثورية والتجيش النضالي لتأمين مستقبلها -من جهة، ومن جهة أخرى- بين غباء شعب تغافل عن ثرواته التي تتناقل وتـُنهب منذ سنوات حتى عجز عن أي نهوض، ثم رضخ لكل انواع الذل والإهانة يتكفف المساعدة من منظمة لاخرى، همه سلة غذائية على حساب كرامته راضيا بكل أهداف وخطط و سياسات التجهيل والدمار. فلا يوجد اغبى من شعب يحمي أمن الغير ويحافظ على حق الغير على حساب وطنه. ينفذ كل التوجيهات و أوامر السمع والطاعة في أرضه من أجل أن يستلم بالعملة الأجنبية ، ليحل الشر على أهله و مجتمعه .

كذلك كان نظام  -الامس-  المخادع الذي ظل يحكم شمال اليمن ربع قرن ثم انتقل الى الجنوب ونجح في مواصلة الحكم نفسه ، لم تكن قياداته كما يِروج لها ، على انها كانت قيادات تتمتع بدهاء أو ذكاء فذ  استطاعت أن تصمد طيلة هذه المدة ، -بل على العكس تماماـ فالبيئة المجتمعية آنذاك هي من فرعنة وصنعت منهم الدهاء، والعباقرة ؛ وبعقلية جاهلية مكنت  ذلك النظام على البقاء طيلة هذه الفترة مع إنتشار الجهل. وإلا كيف نحكم أنهم دهاه؟ وقد خلفوا وضعا هشا خدماتيا وتعليميا و سياسيا واقتصاديا وعسكريا حتى اليوم نعاني منه!!

فما أشبه الليلة بالبارحة عندما يسير الغباء -اليوم- في البلاد على نفس النمط، بعد أن استطاعت كل القيادات في البلاد أن تشرح للشعب الوضع ميؤوس منه، و ان الامر التعسفي ليس بيدها في  تراجع الخدمات وتفشي الغلاء على الموطن وما يدور في البلاد سببه سياسات خارجية ، وان دورهم ـفقطـ يقتصر كيف يحيون ذكرى الأعياد الوطنية في الميادين؟ وكيف تقص شريط لافتتاح ورشة بنشر أو محطة غاز أو طريق مقطوعة؟ على أنها قيادات عظيمة حققت انجازات خرافية بعقول داهية، ليصفق  لها الشعب بغباء ثوري ويسقط في الميادين مصروعا من شدة الجوع .

فصناعة الغباء، صناعة مصروف عليها ومخطط لها انتشرت حتى عمت ، ولقيت رواجا وقبولا وتجيشا وولاءً ، وأنتجت صراعا بين تيارين : تيار مخادع ومستفيد وتيار غبي وخاسر..