«الدعم السريع» تعيد السيطرة على بلدة «أم القرى» بالجزيرة

«الدعم السريع» تعيد السيطرة على بلدة «أم القرى» بالجزيرة

قالت قوات «الدعم السريع»، السبت، إنها استعادت السيطرة على بلدة أم القرى، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً شرق مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد)، وكانت قوات الجيش السوداني قد استولت عليها منتصف الأسبوع الماضي. بينما أكدت منصات إلكترونية موالية للجيش انسحابه من المنطقة قبل دخول القوات المهاجمة.

 
ونشرت «الدعم السريع» على منصة «تلغرام» مقطع فيديو لجنودها أمام مقر رئاسة محلية أم القرى، يؤكدون «تحرير» المنطقة بالكامل من قوات الجيش والفصائل المسلحة الموالية له. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات «الدعم السريع»، إن قواته ألحقت هزيمة ساحقة بقوات الجيش وكتائب الحركة الإسلامية والحركات المسلحة الموالية للجيش، بمنطقة أم القرى، بولاية الجزيرة وتمكنوا من تحرير المنطقة وبسط سيطرتهم عليها بالكامل. وأضاف: «تم تسلم 40 عربة قتالية بكامل عتادها ودبابة وكميات من المدافع والذخائر، كما تم تدمير دبابتين ومقتل أكثر من 270 من عناصر الجيش والقوى المتحالفة معه».

انسحاب قوات «درع السودان»
وذكر قرشي أن الانتصارات التي حققتها قوات «الدعم السريع» في منطقة أم القرى ومحاور الجزيرة، «مستمرة في جميع جبهات القتال حتى تحرير كامل أرض الوطن».

وكان قائد قوات «درع السودان»، أبوعاقلة كيكل، وهو فصيل موالٍ للجيش السوداني، أكد الخميس الماضي من أمام مقر رئاسة محلية البلدة، فرض سيطرة قواته التامة عليها. وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» بولاية الجزيرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على خلفية انشقاق كيكل من «الدعم السريع»، وانضمامه إلى الجيش.

وأفادت منصات إعلامية مقربة من الجيش، بأن قواته وقوات درع السودان انسحبت من البلدة قبل دخول قوات «الدعم السريع». وكتب كيكل في تدوينة على موقع «فيسبوك»، قبل ساعات من سقوط البلدة: «في هذه اللحظات تخوض قواتكم المسلحة وقوات درع السودان معارك شرسة بمحور أم القرى».

وشنت قوات «الدعم السريع» خلال الأيام الماضية، سلسلة من الهجمات على عدد من البلدات حول أم القرى، لإيقاف تقدم الجيش والفصائل المتحالفة له، حيث كان يستعد لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة لاسترداد مدينة ودمدني، كبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح، حسب مصادر موالية لـ«الدعم السريع».

وتسيطر «الدعم السريع» حالياً على أجزاء واسعة من الولاية، عدا مدينة المناقل (جنوب الولاية) والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار الجنوبية، وغرباً حتى حدود ولاية النيل الأبيض.

وتعد المعارك التي تدور في المحور الشرقي لولاية الجزيرة هي الأعنف، بعد أسابيع من تقدم الجيش واستعادته غالبية مدن ولاية سنار التي تقع في الجزء الجنوب الشرقي للبلاد.

هجومان بدارفور والخرطوم
وفي سياق آخر، أعلنت جماعة محلية في منطقة المالحة شمال دارفور (غرب البلاد) مقتل 3 أشخاص وإصابة 22 آخرين، جراء إطلاق القوة المشتركة للفصائل الدارفورية المتحالفة مع الجيش السوداني الذخيرة الحية على تجمع كبير من مواطني المنطقة. وقالت في بيان، إن «هذا السلوك الهمجي يعدّ جريمة مكتملة الأركان، وامتداداً لسلسلة طويلة من الانتهاكات التي ظلت ترتكبها القوة المشتركة ضد المواطنين في المالحة».

وأضافت أن «هذه القوات باتت تمثل تهديداً مباشراً لأمن وسلامة المواطنين، ويجب إخراجها فوراً من الأحياء السكنية لضمان سلامة أهالي المدينة».

في سياق آخر، قتل 7 أشخاص الجمعة في قصف جوي للجيش السوداني طال مسجداً في شمال الخرطوم، وفق ما أفادت مجموعة محامين سودانيين مؤيدة للديمقراطية، وهو ما أكدته لجنة من الناشطين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكرت مجموعة «محامي الطوارئ» التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات «الدعم السريع»: «تعرض مسجد الشيخ أحمد الصديق في حي شمبات بمدينة بحري لقصف جوي عشوائي عقب صلاة الجمعة، مما أسفر عن استشهاد 7 من المصلين»، مشيرة إلى أن «حصر أعداد (القتلى) لا يزال جارياً». وأكدت لجنة المقاومة المحلية، إحدى لجان الناشطين على امتداد السودان والتي تقدم المساعدة للمدنيين في ظل الأعمال القتالية، حصيلة القتلى، مشيرة إلى «نقل عدد من الجرحى لإسعافهم». وأوضحت مجموعة المحامين في بيان، أن «الهجوم يعدّ جزءاً من سلسلة اعتداءات عسكرية عشوائية لا تميز بين المدنيين والأهداف العسكرية». وعدّت القصف «جريمة ضد الإنسانية، ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والأماكن المقدسة». واتهم الجيش وقوات «الدعم السريع» على السواء، بتعمد استهداف المدنيين وبقصف مناطق سكنية بصورة عشوائية.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، حرباً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3.1 مليون نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقاً للأمم المتحدة، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث. واتُهم الطرفان المتحاربان باستخدام الجوع سلاحاً في الحرب