اغتيال ملاك أحمد محسن الحوشبي.. جريمة بحق الإنسانية ودعوات للقبض على الجناة وسرعة الاقتصاص منهم

اغتيال ملاك أحمد محسن الحوشبي.. جريمة بحق الإنسانية ودعوات للقبض على الجناة وسرعة الاقتصاص منهم

لحج (أبين الآن) خاص

دعا مشايخ واعيان ونشطاء حواشب إلى إجراء تحقيق سريع شامل وشفاف في جريمة قتل ملاك أحمد محسن الحوشبي وتعرضها للعنف في منزل زوجها والاقتصاص من الجناة بصورة سربعة وعاجلة وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب الرادع.

وكانت الشهيدة المغدور بها ملاك أحمد محسن الحوشبي قد توفيت متأثرة باصابتها بحروق خطيرة ومن الدرجة الأولى لحقت بانحاء متفرقه من جسدها جراء تعرضها لحريق اثناء تواجدها في منزل المتهم الأول زوجها عبيد الشجري بمدينة الحوطة في حادثة مأساوية هزت مشاعر سكان محافطة لحج.

وطالب شيخ مشايخ الغيل الأعلى الشيخ علي القريضي الحوشبي، بضرورة تضافر كافة الجهود من أجل تسريع إجراءات المحاكمة وانزال اشد العقوبة العادلة بحق مرتكبي هذه الجريمة المروعة التي انتهك فيها مرتكبها كل الأعراف والمواثيق التي تصون حياة الإنسان، مشيراً إلى أن استشهاد ملاك أحمد محسن، تعتبر لحظة فاصلة لاحقاق الحق ونصرة المظلوم وصون دماء وأرواح المستضعفين ووضع حد لمثل هذه الجرائم والانتهاكات التي تشكل تهديداً كبيراً على كافة أبناء المجتمع.

وأضاف : "ان هذه الجريمة الشنيعة والنكراء والمتعمدة يجب ان لا تمر مرور الكرام لكونها تمثل لحظة فاصلة على مستوى المؤسسات الأمنية والحقوقية في داخل الوطن وخارجه والمنظمات الإنسانية والحقوقية المحبة للعدل والسلام، التي ينبغي عليها العمل على تسريع محاكمة المجرمين وانزال اشد العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بحياة الناس والاستهتار بأرواحهم.

وحمل مشايخ واعيان الحواشب السلطات المعنية في محافظة لحج المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنشأ في حالة التقاعس وعدم الإسراع في تنفيذ الإجراءات العاجلة واصدار الحكم الشرعي والقانوي السريع ضد الجناة المتهمين بارتكاب هذه الجريمة الإرهابية النكراء.

واستنكرت كافة الاوساط بمحافظة لحج حادثة الإحراق التي تعرضت لها المجني عليها ملاك أحمد محسن الحوشبي في منزل زوجها بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج والتي أودت بحياتها وأدت إلى وفاتها لاحقاً، وعبرت تلك الاوساط عن إدانتها للجريمة داعيةً إلى تكثيف الجهود لتحقيق العدالة لروح ملاك وضمان عدم إفلات الجاني من جريمته.

وعبرت منظمات مهتمه بحقوق المرأة عند إدانتها لجريمة الإحراق التي تعرضت لها ملاك أحمد محسن الحوشبي في منزل زوجها بمدينة الحوطة بلحج، داعية السلطات إلى فضح ممارسات التعذيب والتعنيف التي تعرضت لها المجني عليها وعدم التستر على الجناة والمتسببين بوفاتها وسرعة الاقتصاص منهم وتوفير الحماية اللازمة للنساء والأطفال.

كما دعت جميع الجهات المختصة باتخاذ موقف واضح وتحمل المسؤولية الوطنية والإنسانية والدينية والإسراع في توثيق هذه الجريمة الإرهابية واصدار الحكم المستعجل ضد مرتكبيها باعتبارها جريمة مقصودة عن سبق إصرار وترصد لترهيب وقتل فتاة لاحول لها ولاقوة.

*ملاك أحمد محسن الحوشبي.. قصة فتاة سلبت حق العيش والحياة الكريمة*

ملاك أحمد محسن الحوشبي، الفتاة التي سلبتها الحرب والدها وأخوتها، لم تجد في الحياة بعد ذلك سوى ألم لا ينتهي. كانت ملاك واحدة من الضحايا الذين قادهم سوء حظهم إلى زواج مرير من رجل يكبرها بكثير، لتكون الزوجة الثالثة في حياته. لم يكن هذا الزواج هو السبب الوحيد في معاناتها، بل كان ذلك هو الباب الذي فتح لها عالماً من العذاب والتعذيب النفسي والجسدي، الذي لم ينته إلا بحادثة مأساوية هزت ضمير الإنسانية.

ولدت ملاك في ظل ظروف قاسية، حيث فقدت جميع إخوتها في الحرب، ولم تجد في هذا العالم سوى الوحدة، والتشرد، والآلام التي لا تعد ولا تحصى. ورغم فقدانها لكل من يعيلها ويحميها، وجدت نفسها في حضن رجل لا يشعر بمعاناتها، بل استغل ضعفها وظروفها الصعبة ليزيد آلامها عذابًا.

ولكن، جمال ملاك الذي يضاهي جمال الملائكة، كان هو السبب الرئيسي الذي جعلها فريسة للغيرة المدمرة. لم يستطع زوجها الكبير في السن تحمل هذا الجمال، فقرر أن ينعته بتشويه جمالها. لم يكن يعرف أن في قلب ملاك كان ينبض حلمها بالسلام والسكينة بعيدًا عن العنف.

لقد سلبتها الحياة جميع أحلامها، وفي النهاية، سلبتها حياتها، عندما أضرم زوجها النار في جسدها الطاهر، ليعصف بجمالها وبراءتها في حادثة مروعة أفجعت المجتمع. كانت حروقها، التي أصابت جسدها بالكامل، نتيجة لحقد وغضب لم يجد له مكانًا آخر سوى إهانة إنسانيتها.

نناشد الضمير الإنساني والمجتمعي أن يقف مع قضية ملاك، وأن تجرى تحقيقات شاملة وعاجلة لمعاقبة الجناة الذين حولوا حياتها إلى جحيم، وأن تُمنح هذه القضية اهتمامًا خاصًا من المنظمات الحقوقية والإنسانية. لن يسكت الضمير أمام مثل هذه الجرائم الوحشية، ولن نسمح لملاك أن تكون ضحية أخرى تُنسى في غياهب التاريخ.

إن هذه الجريمة النكراء ليست مجرد جريمة قتل، بل هي استهتار بحقوق الإنسان وحق المرأة في العيش بكرامة وأمان. يجب أن تظل قصة ملاك محفورة في الذاكرة لتكون شاهدًا على المعاناة التي تعرضت لها، ولتكون منبرًا نناشد من خلاله بإنصاف كل ضحية للظلم والعنف في هذا العالم.

فلنقف جميعًا مع ملاك ومع كل امرأة تعرضت للعنف والظلم، لنحقق العدالة وننقض على الظلم بكل أشكاله.