البطالة في زمن الحرب: جرحٌ ينزف بلا ضماد

حين تشتعل نيران الحرب في أطراف الوطن، لا تكون الخسائر قاصرةً على الأنفس والأرواح، بل تمتدُّ لتلتهمَ حلمَ الشباب في العمل، وتغلقَ أبواب الأمل أمام جيلٍ ضائع بين ركامِ القذائف وأنقاضِ المكاتب المغلقة.

ففي زمنٍ تتساقط فيه القذائف، تتعطل المصانع، وتخلو الأسواق من المستثمرين، وتختفي المشاريع التنموية خلف دخان الاشتباكات. عندها تصبح البطالة ليس فقط أزمةً اقتصادية، بل مأساةً وطنية تُفرغ الحياة من معانيها، وتحوّل المواطنَ إلى رقمٍ مجهولٍ في قوائم الانتظار الأبدي.

الشباب الحاملون للشهادات يتوارون خلف جدران المنازل، يبحثون عن بصيص وظيفة في وطنٍ تتهاوى فيه المنظومات، وتتوقف فيه عجلة الإنتاج. بينما تصرّ الحكوماتُ (رغم الحرب) على التغني بخططٍ لا تنفَّذ، ومشاريعٍ لا تُولد، وشعاراتٍ لا تُطعم جائعاً ولا تُوظف عاطلاً.

وتغدو الحرب ذريعةً للهروب من المسؤولية، فيتم تعليق فشل السياسات على شماعة النزاع، بينما يزداد اليأس، وتنهار منظومة التعليم، وتنتشر الجريمة، ويزحف الاكتئاب إلى قلوبٍ لم تجد ما تملؤه سوى الحُزن.

فهل تُصبح الحرب ستاراً يُخفي عجز الدولة؟ أم