وفاة 5 من أسرة واحدة بانفجار اسطوانة غاز
متابعات ( أبين الآن )
ما حدث لعائلة العوبثاني في حضرموت ليس مجرد مأساة إنسانية، بل لوحة قاتمة من الإهمال والاستهتار الذي تتجرع منه هذه الأرض العريقة.
كيف يمكن لعائلة حضرمية أن تُسحق تحت وطأة أسطوانات غاز مهترئة، وقد أصبحت هذه الأسطوانات قنابل موقوتة في كل بيت حضرمي؟ نعم، حضرموت، الأغنى بمواردها، الأفقر بما تقدمه لحياة أبنائها، تُهدر الإنسان الحضرمي وكأن حياته لا تساوي شيئًا.
خمسة أرواح زُهقت حتى الآن، والمأساة لا تتوقف هنا. أي منطق هذا الذي يجعل أغنى محافظة في اليمن بلا وحدة طبية متخصصة في معالجة الحروق؟ بل، أي عبث هذا الذي يجعلنا نتساءل إذا كانت هناك أصلاً خدمات صحية تليق بالبشر في حضرموت؟.
في كل يوم يثبت لنا الواقع أن الدولة لا تكتفي بنهب ثروات حضرموت، بل تتفنن في التقليل من قيمة الإنسان الحضرمي، وكأنما تراه عابرًا في وطنه، لا يُحسب له حساب، أي مهزلة سياسية هذه؟! لم نرَ مسؤولًا يتحرك، لم نسمع عن رجل أعمال يمد يد العون، وكأن المصابين مجرد أرقام في نشرات أخبار لا تستدعي التحرك أو الرحمة. هل أصبح الإنسان في حضرموت رخيصًا إلى هذا الحد؟! أليس من البديهي، من أبجديات السياسة الرشيدة، أن يبادر أي فصيل سياسي أو قيادي لإنقاذ هذه العائلة المنكوبة؟ ألا يدركون أن إنشاء وحدة لمعالجة الحروق في حضرموت أو تقديم العون للضحايا لن يكون فقط واجبًا إنسانيًا، بل سيكون أعظم دعاية انتخابية قد يشهدها هذا الزمان؟. نعم، ولاء الحضارم ليس للبيع، ولكن الحضارم عطشى لقائد أو سياسي يراهم كما هم:
بشر يستحقون الحياة والكرامة.. الحضارم مستعدون لمنح ولائهم لمن يُظهر لهم الاهتمام، لمن يلتقط أنفاسهم ويمنحهم الأمل، لمن ينظر إليهم ليس كمجرد أرقام في معركة البقاء، بل كأبناء أرض تستحق أن يعيشوا فيها بكرامة واعتزاز.