الضمير الميت من يدير الدفة

من عجب العجاب أن تجد في عالمنا هذا مخلوقات ميته ولكن قلوبهم تنبض ويتنفسون الهواء وتخرج منهم أصوات ولهم أعين مثلنا بل ويشبهوننا ولكن ضمائرهم ميته لا يزرعون الأمل ولا يشرحون الصدور غلاض القلوب لا رحمة فيهم ولا شفقة 
يتمتعون بالحياة ويسرحون ويمرحون لا حياء من الخلق ولا استحياء من الخالق لا يخافون من يوم تتقلب فيه القلوب والابصار 
يرون الحياة فيما يصنعون ويرون السعادة فيما يملكون ليس بمقدورهم مجرد التفكير أن ما يصنعونه من كبائر الذنوب يظنون أنهم على شي وأن ما يصنعونه حسن لأنفسهم ولاهلهم وأقاربهم يضنون أن الجاه والسلطان هبه من الرحمن خصهم بها دون عن سائر خلقه وقد أصبحت مكتسبة غرور بهذه الدنيا الفانية وحب بنعيمها تراه يتلذذ بنعيمها وياكل ما لذا وطاب نسي الله فانساه نفسه الامارة بسوء .

لقد تعمدت تلك المخلوقات المتوحشة أن تنهش بالمواطن الضعيف وتتعمد في تجويعه وتمرق أنفه بتراب تعدي وطغيان 
فحولت حياته إلى مأساة حقيقية لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل 
عندما نتأمل هذه التصرفات التي نتعامل بها من هذه الوحوش نتساءل هل لهولاء عقول؟ هل هولاء بشر من خلق الله ؟
نرجع نرد على أنفسنا حاشى لله أن يكونوا مثلنا يعلمون أنهم ميتون ثم يبعثون وأن هناك حساب وعقاب عند رب العالمين وسيحاسبون على ما صنعته أيديهم من شر فعلوه وذنب اقترفوه وهذا أن اجتازوا عذاب الدنيا .

نحن لا نريد أن نذكرهم بيوم الحساب لأنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا نريد أن نسترجيهم بحقنا أو نطلب منهم صدقات لنقتات منها إنما نفوض أمرنا إلى الله سبحانه وتعالى هو نعم المولى ونعم النصير .

لنصبرنا على ما ابتلينا به ولنحتسب لعل الله أن يجعل لنا مخرج من ما نحن فيه ولله الحمد والشكر على ما بلانا به .

فل يعلم طغاة هذا العصر أنكم فتنه وبلا وقد عقدنا العزم على الصبر على بلواكم وما تفسدونه في الأرض ولن تمر افعالكم مرور الكرام ويوم الحساب آت لا محالة والخزي والعار لكل طاغيه لا يؤمن بيوم الحساب 
والعاقبة للمتقين ..
وإلى هنا نكتفي