من خارج عن القانون إلى خارج عن التقدير .. حكاية جريح مغدور

في أيام حكم صالح، كنتُ ذلك "المطلوب أمنيًا" الذي لا يُخطئه رصاص النظام.
فقد قرروا، بكرمهم المعهود، أن يرسلوا لي تحية خاصة على شكل عدة أعيرة نارية، توزعت بعناية في جسدي.

لماذا؟
لأنني، حسب تصنيف نظام صنعاء، "خارج عن القانون".

والذنب؟
أنني كنتُ مع القضية الجنوبية، مع الحرك الجنوبي، دون أن أطلب منصبًا أو مكافأة، فقط كرامة.

مرت الأيام، وانتصرنا في العاصمة عدن، فقلت في نفسي: هذه لحظتنا، لحظة الإنصاف يا أبو الخطاب... لكن بدلًا من أن أجد التقدير، وجدتُ التهميش.

وكأن الرصاص الذي استقر في جسدي لم يكن كافيًا، فقرروا أن يضيفوا إليه طعنة النسيان.

منذ تأسيس المجلس الانتقالي، لم أطلب شي غير، منحة علاجية... حق بسيط، مثلما يُمنح لبقية الجرحى... لكن المفاجأة أن هذا الحق يبدو أنه مُخصص فقط لأولئك الذين كانوا يشتغلون مع نظام صالح، الذين يعرفون جيدًا كيف يُعيدون ترتيب أوراقهم ليناسبوا كل العصور.

أما نحن، الذين ناضلنا بصدق، فقد وُضعنا على رفوف الإهمال.... وبعد تحرير العاصمة عدن مرة أخرى، وتعرضي لإصابات جديدة، وجدتُ نفسي وحيدًا مرة أخرى... لا أحد يُبالي... كأن الرصاص الذي أصابني كان في معركة وهمية، أو أن الألم الذي أعانيه مجرد سراب.

يا له من عالم عجيب!
من يُصيبهم رصاص النضال يُنسون، ومن يُتقنون فن الالتفاف والموالاة، يُمنحون كل ما يريدون... كل ما طلبته لم يكن إلا حقًا بسيطًا، حق العلاج، وهو واجب شرعي وأخلاقي.
لكن يبدو أن الشرعية والأخلاق أصبحا عملتين نادرتين في زمن الانتصارات الخادعة.

فماذا بعد؟
أيها القيادة هل يُكتب علينا أن نعيش في الهامش، حتى ونحن نحمل في أجسادنا علامات النضال؟

أم أن هناك أملًا في أن يأتي يوم يُنصف فيه من دفع ثمن القضية بدمه وألمه؟

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب