المواقف الصحيحة هي طريقكم إلى قلوب الناس

نستيقظ كل صباح باحثين عن فرص للعمل تضمن لنا قوت يومنا لمواجهة متطلبات العيش القاسية. أصبحنا نسعى خلف لقمة العيش دون أن نسمع صوت العصافير وهديل الحمام، تلك الأصوات التي كانت تأنسنا في الماضي. لم نعد نرى الإنجازات والمشاريع التي ترفع من معنوياتنا، بل أصبح همنا الوحيد أن نعيش بكرامة. لم تعد تحركنا الأناشيد ولا الخطابات ولا القمم السياسية، ولا ذاك الصوت الذي يصرخ "نموت نموت ويحيا الوطن".

يا قيادتنا الرشيدة، خلدوا حبكم في قلوب الناس بالمواقف الوطنية المشرفة التي تبني الإنسان وتحفظ كرامته. ما الفائدة من الاتفاق على رمزية العلم أو رفع الشعارات والصور في الشوارع؟ حدّثونا عن الفقير الذي لا يجد مأوى، وعن العزيز الذي اختار الانتحار بسبب الظروف. ناقشوا معنا كيف يمكننا تدبير تكاليف الدراسة، وسداد الديون، وضمان توفير قوت يومنا. كيف نغرس في قلوب الجيل الصاعد حب الوطن إذا لم نكن نعيش بكرامة؟

الأوضاع اليوم تدفعنا نحو حافة هاوية، وتلقي بنا في مواجهات مع أوامر غريبة لا تصب في صالح الوطن. يا قيادتنا، أنتم ارتقيتم بمكانتكم بالحشد الكبير والهتافات التي دعمتكم. فكيف يمكن أن تتناسوا ذلك بعدما أصبحتم في القمة؟

نحن نتحسر على تلك التكاليف التي تهدر في غير موقعها الصحيح، ونتحسر أكثر عندما نرى الفاسدين يعيشون برفاهية بينما العلماء والمفكرون يتسابقون للحصول على سلة طعام. يا قيادتنا الرشيدة، إن واقع شعبكم أصبح مريراً، ولم يرَ بعد تباشير الفرج رغم أحلامه المتواضعة بالقليل.

متى ينهض المارد داخلكم ليصحح الأوضاع؟ متى يعيد للوطن مكانته التي يستحقها؟ متى نحتفل بحاضرنا ومستقبلنا قبل أن نتغنى بتاريخنا وحضارتنا التي غادرها الأجداد؟ متى نزرع بذور الأمل حتى نأنس مجدداً بصوت الطيور وهديل الحمام؟ متى نحفظ صوركم بداخلنا بكل حب واحترام؟