دردشة انا وصديقي
كنت اتحدث وأدردش انا وصديقي بعد ان عُدت من صلاة العشاء حول الأوضاع والظروف المعيشية والإقتصادية والأمنية التي نمر بها ونتسأل فيما بيننا وهذا حال كل المواطنين من ابناء عدن والجنوب إلى متى سيستمر بنا هذا الحال لا بوادر حلول ولا انفراجة تلوح بالأفق ولا هناك أفاق ورؤيا واضحة لإنهاء هذه الأزمة الطاحنة والصراعات السياسية بين الأطراف المتصارعة والحرب العبثية التي قضت على كل مقومات البلاد والعباد وأكلت الأخضر واليابس واهلكت الحرث والنسل وكل يوم يمر اسوء واظلم من اليوم الذي مر من قبله وفي خضم الحديث عادات وعصفت بنا الذكريات الجميلة إلى أيام الطفولة وايام الدراسة ونحن في المرحلة الإبتدائية في المدرسة الغربية رغم المعارك الضارية و الحرب الدائرة بين مناضلين و فدائين جبهة التحرير والجبهة القومية ضد الإحتلال و المستعمر البريطاني الذي جاء من خلف بحر المانش ليحتل ويستعمر أرضنا طمعاً بترواثنا وخيرات بلادنا وموقعها الجغرافي الممتاز الذي يجمع الثلاث القارات اسياء وافريقيا واورباء وموانيها ومنافذها البحرية والبرية وبحارها وشواطئها وسواحلها وجزرها ذات البيئة الناذرة والطبيعة الخلابة الفريدة والمتنوعة والرائعة بمواصفات عالمية٠
تذكرنا المعارك والحرب الدائرة بين الفدائين وجنود الغزو والإحتلال البريطاني التي كانت تدور رحاها في احياء وحوافي وشوارع وازقة مدينة عدن وضواحيها ورغم المعارك الدائرة إلا أن حركة الحياة كانت طبيعيةوعادية وبنية تحتية كاملة ومتطورة في حينها على مستوى الشرق ودول الإقليم واليمن والخليج العربي والناس تباشر عملها المعتاد صباح كل يوم ويتسلمون رواتبهم ومعاشاتهم قبل نهايةالشهر تاريخ ( ٢٥) من كل شهر ونحن الطلبة نذهب إلى المدارس بشكل عادي وروتيني وطبيعي جداً وحركة التجارة و السير والنقل والمواصلات تسير بشكل عادي رغم الدوريات العسكرية المنتشرة في عموم مناطق مدينة عدن وضواحيها والأسواق مفتوحة وكأننا في حالة سلم لا حرب الكهرباء لا تنطفي ولا حتى ساعة والمياه متوفرة ونقية ولا تنقطع ابداً والإقتصاد والحركة التجارية ماشية على مايرام والصيادين يمارسون عملهم بشكل طبيعي جدا وينقلون الأسماك إلى اسواق الحراج للبيع بالفردي والجملة وهكذا اسواق الخضار والفواكهة واللحوم وغيره وبأسعار زهيدة ورخيصة جدا جدا جدا والمعارض والمحلات التجارية والدكاكين كل شيئا كان متوفر وعلى مايرام وفي متناول الجميع الغني والفقير وكانت الناس حالتها مستورة وكأننا في حالة سلم لا حرب لم يعترضنا انجليزي ونصراني من عساكر وجنود المحتل وكانوا يعرفون ويميزون بين المواطن العادي والفدائين من عناصر جبهة التحرير والجبهة القومية كل هذا كان متوفر والحياة تسير بشكل طبيعي وحديثنا وذكرياتنا كانت تتمحور حول مدينة عدن وضواحيها بحكم اننا من ابناءها واهلها وساكنيها وعشنا تلك المرحلة بحكم اعمارنا وسننا في تلك المرحلة من الستينيات واثناء وجود الإستعمار البريطاني والكفاح المسلح وبدأنا نقارن بين تلك المرحلة ومرحلة مابعد الحرب الأهلية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير ونيل الإستقلال الوطني بما كان متوفر وموجود اثناء وجود الإستعمار ومانتج عن ذلك من ارهاصات ومنعطفات وصراعات دموية ومالحقها وتلاها من قرارات سياسية بعد قيام دولة جمهورية اليمن الجنوبية (الديمقراطية) الشعبية نوردها لكم على النحو التالي:- قانون مصادرة الممتلكات 1 - قانون رقم 37 لعام 1969م بأنشاء المؤسسة الاقتصادية للقطاع العام والتخطيط القومي تم بموجبه :
-تأميم جميع البنوك والمصارف بما فيها فروع البنوك الاجنبية العاملة في الجنوب .
-تأميم جميع الشركات التجارية الاستعمارية الكبرى العاملة في الجنوب .
-تأميم جميع شركات خدمات الموانئ الكبرى العاملة في الجنوب . وشركات توزيع المشتقات النفطية .
2 - قانون الاصلاح الزراعي رقم 3 لعام 1968م والذي قضى بمصادرة اراضي ومنشآت ومواشي وآلآت زراعية ثم قانون آخر عام 1970م وضع سقف للملكية قدره 20 فداناً مروياً...وفي عام 1972م، جرى تعديل جذري لنظام حيازة الأرض واستغلالها بتأميم بعض الملكيات الخاصة وباعتماد مزارع الدولة وتعاونيات الإنتاج والخدمات وحدات إنتاج أساسية. واصبحت 41 مزرعة دولة تدعمها 6 محطات لتأجير الآلات الزراعية، و43 تعاونية إنتاجية و19 تعاونية خدمات .
3 - قانوني رقم 24 لعام1969م والذي قضى بمصادرة الممتلكات المهجورة . ورقم 16 لعام 1970م وبموجبه تم مصادرة وتأميم و الاستيلاء على المنشآت التجارية والصناعية والخدمية والمشروعات الخاصة. وبموجبه تم الاستيلاء على شركة طيران باسكو(اكبر شركة طيران خاصه في الشرق الاوسط مكاتبها في اكثر من عشرين وجهة دولية) وتحويلها الى شراكة بالقوة دون دفع حصة الشراكة... وبعدها صدر قرار رقم 72 لعام 1970م والذي بموجبه تم تأميمها وتحويلها إلى شركة طيران اليمن الجنوبية ثم اليمدا.
4 - قانون رقم 23 لعام 1970م تم بموجبه تأميم شركة الباصات العدنية المحدودة وشركة سالم علي للباصات...وعلى انقاضهما تم انشاء شركة الباصات اليمنية ثم تحولت للمؤسسة العامة للنقل البري .
5 - قانون رقم 6 لعام 1972م تم بموجبه تأميم دور السينماء وتم انشاء على ممتلكاتهم المؤسسة العامة للسينماء .
6 - قانون رقم 7 لعام 1972م تم بموجبه تأميم الفنادق ثم تبعه قانون رقم 30 لعام 1972م والذي اضاف تأميم المنتزهات والملاهي والمسابح والمطاعم وتم أنشاء الهيئة العامة للسياحة.
7 - قانون رقم 8 لعام 1972م تم بموجبه تأميم شركات او مصانع تعبئة المشروبات الغازية . وتحويلها إلى المؤسسة الوطنية لتعبئة المياه الغازية. ومصنع الالبان في جزيرة العمال وتحول إلى المؤسسة العامة للالبان .
8 - قانون رقم 11 لعام 1972م . والقرار الجمهوري رقم 86 لعام 1970م تم بموجبه مصادرة الجمعيات والنوادي والهيئات الاهلية عددها 94 جمعية ونادي وهيئة اهلية .
9 - قانون رقم 32 لعام 1972م تم بموجبه تأميم العقارات المباني السكنية والتجارية واستثناء المنزل المعد للسكن الشخصي .ومنع الشخص أن يسكن باكثر من منزل .
10 - قانون رقم 17 لعام 1973م بإقفال العيادات والمستوصفات الخاصة .
11 - صدور القرارين الجمهورين رقم 47 لعام 1970م بالشراكة ثم تبعه القرار رقم 16 لعام 1971م بتأميم شركة طيران عدن الجوية (باسكو) وتم استبدال الاسم إلى اليمدا شركة طيران اليمن الديمقراطي .
12 - قانون التأميم رقم 32 لعام 1972م الذي بموجبه تم تأميم كثير من المساكن والعمائر الخاصة والمنشاة الاقتصادية والتجارية والخاصة وآلت ملكيتها للدولة , والذي بموجبه تم توزيع الشقق والمنازل على المقربين.
الملاحظ إن المؤسسات والهيئات والبنوك والمزارع التي تم انشائها كانت ممتلكات خاصة
لهذا فمعاناة الجنوبيين ستطول إذا لم يتم الإستفادة من الماضي ويكون لهم درساً وموعضة وعبرة ومالم يتم القضاء على اسبابها وفقا لرؤية علمية محددة الاهداف واضحة البرامج وبخطط مزمنة.اما العشوائية فنتيجتها الفوضى والظلم والقهر ومزيدا من الافقار وقلة قليلة تستحوذ على المناصب والقوة والثروة وتعيش في البذخ والترف ومااشبه الليلة بالبارحة٠
*المريسي