منظمات المجتمع المدني في العاصمة عدن تعقد لقاءً تشاوريًا لمناقشة إقصاء وتهميش نساء الجنوب من القمم النسوية المحلية

منظمات المجتمع المدني في العاصمة عدن تعقد لقاءً تشاوريًا لمناقشة إقصاء وتهميش نساء الجنوب من القمم النسوية المحلية

عدن( أبين الآن) خاص

عقدت منظمات المجتمع المدني في العاصمة عدن، اليوم، لقاءً تشاورياً هاماً لمناقشة قضية الإقصاء والتهميش التي تتعرض لها نساء عدن والجنوب بشكل عام في القمم النسوية التي أُقيمت في اليمن على مدى السنوات الست الماضية.

وفي اللقاء، ألقت المناضلة شفيقة مرشد، إحدى قيادات ثورة 14 أكتوبر البارزات، كلمة تناولت فيها تاريخ النضال النسوي في الجنوب ودور المرأة الجنوبية في الكفاح من أجل الحرية والعدالة، وأشارت إلى أن الإقصاء والتهميش الذي تتعرض له المرأة الجنوبية في القمم النسوية اليمنية هو استمرار لمحاولات طمس الهوية الجنوبية وقمع حقوق النساء في الجنوب.

و أكدت مرشد أن نساء الجنوب لهن دور تاريخي في الدفاع عن القضايا الوطنية، ويجب أن يكنَّ جزءاً أساسياً من أي منبر أو فعالية تتناول قضايا المرأة اليمنية، وشددت على أن تجاهل المرأة الجنوبية في القمم النسوية لا يعكس فقط التمييز الجغرافي، بل يمثل أيضاً تجاهلاً لتضحيات النساء الجنوبيات اللواتي كنَّ في مقدمة النضال لأجل الحرية والاستقلال.

كما ألقت الأستاذة ندى عوبلي، رئيسة اتحاد نساء الجنوب، كلمة في اللقاء أكدت فيها على ضرورة تمثيل نساء الجنوب بشكل عادل في القمم النسوية، وأشارت عوبلي إلى أن النساء الجنوبيات كنَّ دائماً في طليعة المدافعين عن حقوقهن وحقوق مجتمعهن، ولا يمكن تجاهل دورهن أو إسكات صوتهن في أي منتدى أو قمة تتناول قضايا المرأة.

وأضافت عوبلي أن إقصاء المرأة الجنوبية من هذه القمم يُعد انتهاكاً لحقوقها في المشاركة والتعبير، خاصة وأن الجنوب يمر بمرحلة تحتاج فيها المرأة إلى لعب دور محوري في إعادة بناء المجتمع والمساهمة في اتخاذ القرارات، وأكدت عوبلي أن اتحاد نساء الجنوب سيواصل جهوده لتعزيز مكانة المرأة الجنوبية في جميع المحافل، سواء كانت محلية أو دولية.

وقدمت الأستاذة انتصار عمر ورقة عمل شاملة خلال اللقاء، تناولت فيها بالتفصيل القمم النسوية الست التي عقدت في العاصمة عدن تحديداً على مدى السنوات الماضية، وكيف تم تهميش و إقصاء نساء الجنوب عن المشاركة فيها، واستعرضت الأخطاء التي وقعت فيها تلك القمم، مشيرة إلى أن تجاهل نساء الجنوب لم يكن صدفة، بل نتيجة لسياسات ممنهجة تهدف إلى إقصاء الجنوبيات من المشهد النسوي المحلي والخارجي.

وتناول اللقاء تهميش المرأة الجنوبية من المشاركة الفعالة في هذه القمم، حيث ركزت المنظمات على دعوة نساء من المحافظات الشمالية، بل وحتى من الخارج، بينما تم تجاهل المرأة الجنوبية التي تعد الأقرب جغرافياً لمواقع انعقاد هذه الفعاليات، وأشارت المشاركات إلى أن الحاضرات من نساء الجنوب في تلك القمم كانت أعدادهن قليلة جداً، وغالبيتهن كن يروجن لأجندات مختلفة عن أهداف وتطلعات شعب الجنوب.

وأكدت المشاركات في اللقاء على أهمية تمكين نساء الجنوب من المشاركة الفاعلة في أي فعاليات أو قمم تتعلق بالمرأة، خاصة أنهن يمثلن شريحة كبيرة من المجتمع ولديهن قضايا جوهرية بحاجة إلى مناقشتها وتسليط الضوء عليها، وشددن على ضرورة أن تكون هذه المشاركة حقيقية ومبنية على المساواة بين جميع النساء اليمنيات، دون تمييز على أساس الانتماء الجغرافي أو الأهداف السياسية.

وخرج اللقاء بعدد من التوصيات التي تضمنت ضرورة العمل على تنظيم فعاليات نسوية تهدف إلى المشاركة العادلة والشاملة للنساء التي تتبنى قضايا المرأة العادلة وحقها في التمكين والسلام، والتواصل مع الجهات الدولية لضمان تمثيل عادل وشامل في أي قمم مستقبلية تعنى بقضايا المرأة.