رسالة شاب يمني بائس إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي
فخامة الدكتور / رشاد العليمي - رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني،
تحية خالية من الأمل ،،،
أكتب إليكم هذه الرسالة من قلب يملؤه الألم وخيبة الأمل، من شاب لم يعد ينتظر الكثير من حكومته التي أثبتت مراراً وتكراراً أنها أبعد ما تكون عن معاناة الشباب وهمومهم. حكومتكم تتحدث كثيراً عن مستقبل اليمن، ولكن يبدو أنها قد نسيت أن مستقبل أي وطن يبدأ بشبابه. نحن اليوم لسنا سوى جيل يعاني من الإهمال والتجاهل، ولا نجد من حكومتكم سوى وعود لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
تحدثتم كثيراً عن دعم الشباب، ولكن أين هذا الدعم الذي تتحدثون عنه؟ نحن الشباب اليمني اليوم نتعرض للتجاهل وكأننا لسنا جزءاً من هذا البلد، وكأن مستقبلنا لا يهم أحداً. الآلاف منا يعانون من البطالة، والآلاف يبحثون عن فرصة لإثبات أنفسهم ولكن دون جدوى، فلا توجد مبادرات حقيقية ولا رؤية لتمكين الشباب واستثمار قدراتهم.
أما بالنسبة لفرص العمل، فنحن نرى أن حكومتكم قد استقالت من مسؤوليتها تماماً. كيف لشاب أن يبني مستقبله في وطن يُهمل فيه طموحه وأحلامه؟ نشهد في بلدان أخرى مشاريع تدعم الشباب وتفتح لهم الأبواب للابتكار، بينما في وطننا نجد أنفسنا عالقين في حلقة مفرغة من البطالة والعجز عن الاستقلال. لقد أصبح واضحاً لنا أن حكومتكم لا تبذل أي جهد حقيقي لخلق فرص عمل، بل تكتفي بتقديم وعودٍ لا أساس لها.
وبالنسبة للخدمات، يكفي أن نقول إن الحكومة غير قادرة على توفير أبسط حقوق المواطن. الكهرباء شبه معدومة، التعليم يتدهور يوماً بعد يوم، والخدمات الصحية لا تليق بكرامة الإنسان. إن الحياة اليومية أصبحت كابوساً، ولم يعد لدى المواطن أي أمل في تحسن أوضاعه المعيشية. أليس من مسؤولية الحكومة أن تؤمن لنا الحد الأدنى من هذه الخدمات؟ إن عجزكم عن تحسين الوضع الراهن يجعلنا نشعر بأننا مهملون وكأننا نعيش في دولة لا تكترث بمواطنيها.
فخامة الرئيس، إن هذه الرسالة ليست مجرد كلمات، بل هي صرخة من جيل كامل يشعر بالإحباط واليأس. نحن لا نطالب بالكثير؛ فقط نريد حياة كريمة تليق بنا كبشر، نريد عملاً يمكننا من بناء مستقبلنا، ونريد أن نشعر أن لنا قيمة في وطننا. إن لم تستطيعوا تحقيق هذا، فربما حان الوقت لإعادة التفكير في دوركم ومسؤوليتكم، وترك الفرصة لمن يمكنه إحداث التغيير الحقيقي.
ختاماً، آمل أن تجد رسالتي هذه آذاناً صاغية، فنحن جيل الشباب نحتاج إلى صوتٍ واهتمام حقيقي من قيادتنا. وإن كنا حقاً نمثل مستقبل اليمن، فإننا نطالب بعقد لقاء مباشر أو مؤتمر يضم قيادات الدولة والشباب من مختلف المحافظات؛ مؤتمر نتمكن فيه من التعبير عن آرائنا وأحلامنا ومخاوفنا دون وسيط، ونتلقى فيه إجابات واضحة وصريحة عن مستقبلنا. نريد فرصة للحوار الجاد، لنبحث معاً عن حلول عملية وقابلة للتنفيذ، ولنعيد الأمل الذي بدأ يتلاشى.
فخامة الرئيس إن كنتم جادين في بناء مستقبلٍ أفضل، فابدؤوا بالاستماع إلينا. ، نأمل أن تصل هذه الرسالة إلى ضمائركم، إن كانت هناك بقية من ضمير حي. نحن جيل يتطلع إلى التغيير، لكننا في الوقت نفسه فقدنا ثقتنا بأن التغيير سيأتي من هذه الحكومة.
وتفضلوا بقبول فائق الوهم وخالص الخذلان