الإتجاهات الثقافية للمأزق السياسي اليمني الراهن !
يعرف التوجه الثقافي التابع بكل الأحوال لنظام سياسي محدد على أنه الوجهة الرئيسية التعريفية لشكل النظام وكل المحاولات الأخرى الخاصة بإظهاره وتلميعة وإبرازه هنا أو هناك كحقيقة مثلى وإيحاء حقيقي في مفهوم النظام على الرغم من كل هذا الظهور الثقافي لإبراز توجه سياسي ما الجانب الإعلامي جزأ من هذا التمثيل وكل ما ينتج عنه متفق عليه بين الجانبين للترويج عن مشروع ما أو فكرة عامة قابلة للتسويق والإظهار في وقت يملي على كل الجوانب إنتاج توجه عام في سبيل المشروع السياسي التي تعكف عليه النخب السياسية في شكل نظام سياسي معين .
هذه المسارات للمشهد السياسي اليمني تتبلور حول موضوع أساسي هو تقديم صورة الحاكم وتلميع نظام حكمه لكن سرعان ما تتلاشئ لبعدها عن الواقع الحقيقي ومجافاتها اللحظة الراهنة المعاشة ما يجعل من هكذا تصور سياسي يبتعد كثيرا عن ملامسة جوهر الإشكال الحاصل بفعل التراخي والتفريط بأهداف المشروع الذي يحاول أن يقدمه مجموعة من الأشخاص كان ذلك على هيئة تكتل أو حتى تشكيل سياسي أو حزب مع مراعاة أخذ الظروف الإستثنائية التي تحيط بالموقف التي تستميت لإجله كل هذه المجموعات السياسية بغرض إظهاره كحقيقة وواقع يلامس كل الجوانب التي تحيط بواقع إجتماعي ما بفعل سياسي ينتج بطبيعة الحال عن هذه أو تلك الفئة السياسية ومن هنا تنشأ هذه الأضداد بين السلطة من جهة وفئات الشعب من جهة أخرى .
يسعى المحيط الثقافي تقديم صورة أخرى عن تلك التي يبتذل فيها المكون السياسي في تقديم برنامجه ونظامه الأساسي في أحسن الأحوال ناهيك عن غياب هذه الأطروحات التنظيمية عند بقية مكونات الطيف السياسي أكانت سلطة أم معارضة مع الأهمية المأخوذة هنا عند أحزاب السلطة التي أرتأت فيها مغنما لاتريد مغادرته على الإطلاق غير آبهة بتجارب سياسية حديثة أدت إلى سقوط وأفول تيارات سلطوية معروفة على الساحة في إختفاء غير مرجوع ولو حتى عودة شكلية إلى الساحة بفعل الكم الهائل من هذه الأخطاء بحق الواقع المعاش بقيمة الإنسانية لدى فئات الشعب التي جعلت منه مطية تستدعي منه أخذ كل شيء متى مادعت الضرورة والأهمية اللازمة لذلك في علاقة تخلوا تماما من كل المنفعة المتبادلة مع التركيز فقط على أهمية المصلحة من الشعب لصالح مكون سياسي ما وهو مايضاعف هذا الشقاق والهوة بين الطرفين وظهور سلطات الحكم بشكل المستفيد الأكبر من هذه الموائمة .
من المسلمات الطبيعية أن تنشأ علاقة سياسية - ثقافية على مبدأ الولاء والتبعية بين الأخيرة لحساب الأولى لكن من غير الطبيعي كل هذا الكم الهائل والهابط من التلميع لفكرة مشروع سياسي لايعرف سوى الفشل السياسي كعلامة ونقطة فاصلة خلال هذا المسير وخلال هذا الواقع الذي فرض بالتراخي والإنصياع والرضى بغية الوصول إلى السلطة مثلا أو في محاولة إظهار سياسي يسعى إلى إستحواذ سلطوي ومصفوفة حكم تعريفية في أرذل ترتيب المهام التي تتطلب جهدا وفيرا وترويج سياسي من نوع آخر يلامس حياة الناس أولا وأخيرا غير ذلك لن تكون هناك حياة سياسية ناجحة أو مشروع سياسي في غاية التعريف والحضور ويبقى في أسفل إهتمامات الناس الحياتية واليومية المعاشة التي تزداد إختناقا يوما عن يوم بفعل هذه التراكمات الآتية من صنع الغير وتنفيذ من هم اليوم على كرسي الحكم وأمراء السلطة .