دروس من الحياة:  كيف نرتقي بصمودنا وإيماننا في وجه المحن.!

كتب:_منصور بلعيدي_

"مرّت علي أيام، تمنيت أن يقف بجانبي أي أحد حتى وإن كان من باب المجاملة، هي ذاتها الأيام التي علمتني كيف أقف شامخًا بمفردي."  

هذه الكلمات تلخص تجربة الكثيرين ممن واجهوا لحظات ضعف ووحدة، لكنهم في النهاية تعلموا أن القوة الحقيقية تكمن في الصمود والاعتماد على الذات. 
فسلامي على كل من بقي شامخًا، خذله الجميع، لكنه لم ينهزم، وظل مرفوع الرأس، يواجه الحياة بعزيمة لا تلين.  

الأرواح العظيمة دائمًا هي من تملؤها الأحزان، لكنها ترفض الاستسلام، وبقوة إيمانها ترتفع فوق أحزانها، وتسمو نحو أمل مشرق. 
فالحزن، إما أن يدمرك، أو أن يصنع منك شخصًا قوياً يصعب هزيمته. والذين وُلدوا في العواصف، لا يخافون من هبوب الرياح، فالعظماء لا يُصنعون في صالات التدريب اوقاعات التنظير، بل في عمق المصاعب وبقوة الإرادة، والحلم، والرؤية.  

العظمة لا تُورث، ولا تُعطى بغير ثمن. إنها عطاء ممتد، وجهد متواصل، وتفانٍ تام للضمير، ومراقبة مستمرة للنفس. 
فكل إنجاز عظيم هو ثمرة إرادة صلبة، وإصرار لا يلين، وتضحيات لا تعرف التوقف.  

وفي سياق العلاقات الإنسانية، نؤمن أن إحساسنا تجاه من نحب لا يغيب إلا ليشرق في ضمائر وأفكار آخرى. فاسمك قد يعيش في ذاكرة أحدهم بكلمة طيبة، أو اعتراف جريء، أو لمسة وفاء. 
لذلك، لا تترددوا في التعبير عن محبتكم، ولا تؤجلوا الشكر، والامتنان، والاعتذار، والكلمات الجميلة. 
فهذه الأفعال تملك القدرة على ترتيب فوضى القلوب، وترميم جراح الروح، وخلق سعادة جديدة.  

فلا أحد منا يضمن أن يعيش طويلًا، لذا اغتنموا الفرص، واصنعوا لحظات من الفرح، فالحياة قصيرة، والأيام تمر بسرعة، وما نملكه من حب وذكريات هو أثمن ما نملك.  

وفي عمق المعنى، أن تكون أفراح من نحبهم أفراحًا لنا، يعني أن نفرح بنجاحاتهم كأنها نجاحاتنا، ونحتفل معهم بانجازاتهم كأنها إنجازاتنا، ونصفق لهم بقلوبنا بكل ود، ونبارك خطواتهم بكل فخر. 
فهذه هي أخوة القلب والنفس والروح، التي لا تشوبها شائبة، وتبقى نبراسًا يضيء دروبنا.  

حين فقدتهما ، فقدت معنى الإحساس بثلاثية الحياة: الطعم، الشم، والرائحة. فالحياة بدون ثلاثيتها قاسية جدًا، وتفتقد لبهجتها.  

نحن لا نعطي الأشياء حق قيمتها إلا عندما نفقدها، فالصحة، الحب، والأصدقاء والاحبة كها قيم ، لا نعرف قدرها الحقيقي الا عندما نخسرها. 
لذا، لا تتركوا الوقت يمر دون أن تتمسكوا بما تملكون، واعتنوا بأرواحكم، فكل روح بمثابة وردة يفوح عبيرها في قلبكم، ويمنحكم عبق الحياة.  

فلنحافظ على ما نحب، ونعمل على أن نبقى دائمًا أقوياء، متمسكين بالأمل، واثقين بأن الصمود هو سر النجاح في مواجهة تقلبات الزمن.