لكم الله يا أهل غزة !!!!

بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي 

من أعظم المصائب التي تمر بها الأمة اليوم ...
هو{  الشعور بالعجز } .
العجز الذي تعوَّذ منه  نبينا محمد...
العجز هو ذلك السلوك المشين الذي يتدثر به الجبان ، ويتوشح به الضعيف ، ويلتحف به الخوَّار .

العجز  يتخذه الكثيرون عذراً لعدم الإقدام لنصرة المظلوم ، وووسيلة لعدم نجدة الضعيف ،والملهوف  .
 فيؤدي إلى بلادة الحس ،وموت  الضمير ،  وشلل المشاعر ، وينزع من الإنسان خلق الكرامة الذي يقتضي الدفاع عن الحق ، وبذل المال ، والتضحية بالنفس .

نحن اليوم  تشربنا هذا السلوك المشين ...فقادنا إلى هذه المواقف المخزية ، وأوردنا هذه الموارد المشينة ، وأنزلنا هذه المنازل الفاضحة !!!
 
 أهلنا في غزة يموتون جوعاً ، وَيُمَارِسُ عليهم نظام الاستكبار العالمي حملة حقد ممنهجة تجاااااوزت كل القوانين الإنسانية .

ونحن للأسف ننظر إلى كل  تلك المجازر ، ونشاهد كل  تلك المآسي ، ونرى كل تلك الأوجاع ..... 
ونمر عليها مرور الكرام وكأنها لا تعنينا .

هكذا تملكنا العجز حتى ماتت الضمائر ، وتبلدت المشاعر ، وَفُقِدَ الإحساس بحق الأخوة... حتى وُجِدَ من -  بني جلدتنا  -'من يتشفى لمآسي أهلنا في غزة .

العالم من حولنا يقف على رجل واحدة نصرة لغزة ، وشعوبنا العربية خاملة ، خامدة ، خائرة .
وحكامنا صامتون صمت أهل القبور .
بل ويساهمون مساهمة مباشرة في حصار أهلنا في غزة .

فمتى ننفض غبار الذل ، ونخلع رداء العجز ،  ونستشعر  أننا قادرون على فعل الكثير .
نحن أمة المليار لو بصقنا بصقة واحدة لتحول ذلك البصاق إلى طوفان هادر يدمر كل شيء أمامه .

لو كل شاب ساهم بمنشور في وسائل التواصل الاجتماعي ، لو كل إعلامي أعد مادة إعلامية ونشرها ، لو كل خطيب تطرق في منبره لقضية
الجوع الذي يفتك بأهلنا في غزة ، لو كل شيخ كبير السن أو امرأة عجوز مقعدة  رفعوا أكفهم بالدعاء على الظلمة ، ونصرة لأهل غزة ، لو كل مقتدر ساهم بجزء من ماله للتخفيف من وطئة الجوع ... لتحول كل ذلك إلى طوفان هادر .

ولكن لأننا عاجزون ، لأننا خائفون ، لأن الجبن قتل روح الإنسانية لدينا ، ونزع صفة الأدمية من حياتنا ..
اصبحنا فاقدي الإحساس ، لم نعد نتأثر لتلك المناظر التي يشيب لها الرأس .

وهذا ما يريده صانعو القرار العالمي ...
يريدون أمة خانعة ، ذليلة ، مهينة ، خوَّارة .

لقد آن الآون أن نتحرر من عقدة العجز ، لقد حان الوقت أن نحطم جدار الصمت وأن ننطلق ملايين - وبصوت هادر -  نخاطب حكام العرب ، والمسلمين أن أوقِفوا هذه المجازر ، عاقبوا الكيان الغاصب ، قاطعوا النظام الأمريكي الداعم لليهود .

فلو تحركت الشعوب صوب سفارات الدول الداعمة لحرب غزة ....لتغير الحال .
أنتم أيها الشعوب ...أنتم صانعوا التغيير .
فلا تستهينوا بكلمة تدعم غزة ، لا تحتقروا دعاء تدعون به للمستضعفين  في غزة ، أو تدعون به على اليهود ، لا تستصغروا ريالاً تدعمون به المقاومة هناك .

نحن علينا جهدنا ، وما نستطيع أن نقوم به ...
وَنَكِلَ الأمر إلى الله .
فإليه وحده المشتكى.

للراغبين في المساهمة لدعم أهلنا في غزة 
هذا رقم حساب جمعية الاقصى محافظة أبين/
 لدى الكريمي
3004445995
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } صدق الله العظيم