سقوط وفشل الوحدة بسبب ممارسات عدواني على الجنوب أرض وانسان وهوية
ان الوحدة تتم وتستمر بالتراضي وليس بالقوة والحرب، والوحدة اليمنية كمشروع سلمي/طوعي سقطت وفشلت بالإنقلاب عليها وإعلان الحرب على الجنوب في 27 إبريل 1994م، واجتياحه عسكريا، وما خلفته تلك الحرب العدوانية الظالمة من جروحٍ نازفة في الجنوب أرضا وإنسانا وهوية ما زالت مفتوحة حتى اليوم. يقول البعض من الأخوة في “الشمال” ان الذنب ليس ذنب الوحدة، بل ذنب الممارسة السياسية الخاطئة للنظام وشركاءه، ونقول: ان الجنوب ليس حقلا للتجارب والممارسات السياسية الخاطئة “،التي تدعي شرعيتها من وهمٍ تاريخي مزعوم مع الأرض (الأصل والفرع)حيناً وحيناً آخر من حق إلهي مزعوم في الحكم (الإمامة/السلالة)”. يدرك الأخوة في الشمال في قرارة أنفسهم، ان الوحدة قد أنتهت في الواقع وفي النفوس، ويدركون أكثر من ذلك ان الوحدة كمشروع سياسي واجتماعي وإنساني، لم تعد موجودة في الشمال نفسه، بسبب القبلية والطبقية والطائفية، وان عملية توحيد شارعين في تعز أو مأرب أو الحديدة وغيرها، تحتاج منهم إلى جولات مكوكية لوفود التفاوض والأمم المتحدة. لقد سقطت الجمهورية ” الضائعة” المحتفى بقيامها اليوم غيابياً، في صنعاء، وحلت مكانها الإمامة، وسقطت الرئاسة والحكومة والبرلمان والمواطنة والهوية اليمنية، وحل بدلا عنها قائد الثورة، والمشرفين والمسيرة القرآنية، والهوية الايمانية وعملية التغيير الجذري. وكل تلك حقائق تستدعي الواقعية والتأمل، بعيدا عن الادعاءات والمزايدات الوحدوية، وهذا أمر تدركه جيداً نخب الشمال قبل غيرها. لعل من المجدي الإقرار بوجود قضية شمالية، والعمل على حلها بما يحقق تطلعات أبناء الشمال في تقرير مصيرهم ومستقبلهم السياسي، بدلا من التحامل غير الواعي على قضية الجنوب، وحق أبناء الجنوب في الحرية والمستقبل المأمون، وما دون ذلك من ادعاءات وشعارات لن تخدم سوى جماعة ا ل ح و ث ي ونهجها التدميري، مثلما اضاعت ذات الادعاءات والشعارات أكثر من ثلاثة عقود في الحروب والفتن والكراهية.