الطلاء الشخصي.. بين المائي والمدهون.

حاجتنا الماسة إلى معرفة طلاء جدران بيوتنا، ونوعيته، وفترة ديمومته... إلخ، ما يجعلنا دائما نفكر بالمادة أولًا، ثم الفترة التي نحتاجها لنرى جدران بيوتنا تُزهر، وتلمع.

كل هذا يعرفه الطِلائي (المرنجج) ويتفنن في إختيار تلك الألوان الجذابة؛ فمنها تكسبه شهرة وعمل، ومنها تتمتع الأسرة بمنظر بيتها الخلاب.

ليس هذا المقصود، ولا المراد، ونحن نتحدث عن طلاء الوجوه الشخصية، وطلاء الطبائع، والعادات؛ فهناك من يتلاعب بنوعيات الطلاء الشخصي لذاته، ويدهن وجهه بالمائي تارة، ثم الزيتي تارة أخرى؛ فلا لون ثبت، ولا شكل قر!

ففي الآونة الأخيرة تنكشف أقنعة الأشخاص الذين إعتمدوا على طلاء شخصي مؤقت، وديكور غلافي هش، فهم-وللأسف الشديد- بارعين في تلوين التعاملات، وتهذيب أنفسهم المتلونة على شكل حرباء تعطي بريقًا لكل شخص تمر به، وهنا تكمن الحكمة في أننا منخدعين بين الحين والآخر، حتى يتبين لنا مدى صلاحية طلاء الوجوه؛ إما بمائي أو بزيتي مستدام. 

فالود كل الود لمن ثبت بلونه، قبل طبائعه، وتجسدت فيه روح المحبة والسلام الدائمين، ولا شك ولا ريب أن في هذا العالم أُناس لهم أنفس طلاءها ذهب، ووجوههم ثابتة لا تتغير مع العوامل الداخلة عليها، فهم أحاديث أنفسنا المترفة، وجلسات أرواحنا المنهكة. 

فالسلام عليكم يامن نحتم في الفؤاد تماثيل المودة، ورسمتم لنا في كبد السماء معنى الصحبة، والمعزة.