في ساعة غروب 2
لقد ذهبت إلى شاطئ الحاضرة عند الغروب كعادتي ، وكانت الشمس قد ودعت وأذنت بدخول الليل ، وجبال الحاضرة قد تدثرت بأستار الظلام ، والبحر لم أعد أرى زرقته ، إذ تحول إلى ظلمة مخيفة ، إلا ماكان من إيقاعات أمواجه التي مازالت تلامس مسامعي ، فتضيف إلى الخوف رعبا في قلبي .
حدقت بالبصر نحو الاتجاهات كلها فلم أر شيئا إذ هيمنت الظلمة على الأماكن كلها ، الأمر الذي جعلني لم أصدق أن الحاضرة قد خلت من الإضاءة ، عند ذلك كررت النظر مرات ومرات لعلي أظفر بشيء من الإضاءة ، وإذا بمصابيح خافتة الإضاءة ، متباعدة المسافة ، وكأنها ومضات من منازل السبئيين الذين تباعدت بهم الأسفار في الصحراء العربية بعد انهيار سد مأرب ...