في طريق الكفاح تُباع السعادة 

في طريق الكفاح تُباع السعادة 

تعز جبل (حبشي أبين الآن) حلمي مرعي

الحرب في اليمن لم تترك فئة من المجتمع بمنأى عن ويلاتها، الأطفال والنساء وكبار السن هم الأكثر تضرراً خلال العشرة أعوام من الصراع، بعد انقطاع الرواتب تدهورت الأوضاع المعيشية التي دفعت بالكثيرين، ومنهم الحاج محمد الوافي، رجل ستيني أضطر خلال الحرب إلى ترك منزلة في عزلة بلاد الوافي بمديرية جبل حبشي والنزوح إلى مدينة تعز اليمنية، إلى البحث عن أي عمل يؤمن لأسرته قوت يومه.

 يقف الحاج محمد، على رصيف الكفاح في الشارع العام بئر باشا مفترق طريق في منطقة مخصصة لزاعة الأشجار، نظراته تحمل حكاية حياة مؤلمة، وشعره الأبيض يشهد على تجارب سنوات طويلة من المعاناة، دفعته الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد إلى ترك راحته في المنزل والبحث عن لقمة عيش كريمة، هنا وضع بعض من الألعاب والأعلام الوطنية على أمل أن تنبت أحلامه فيه، يعرض  ألعابًا بسيطة بألوان زاهية.
يقول محمد: أنه إختار العمل في بيع الألعاب كونها مواد غير معرضة للتلف أو تحتاج إلى طرق تخزين كباقي المبيعات.
و أضاف : "أبيع الألعاب  للأطفال من أجل يفرحوا، لأن البلاد حرب ومشاكل وما نقدر نغيير شيء إلا أن نبيع لهم هذه الأشياء  ".
مشهد محمد يثير الأسى والحسرة، إذ يكشف عن واقع مؤسف يعيشه العديد من كبار السن الذين اضطروا للعمل في سن متقدم، بعيدًا عن الرعاية الصحية والاجتماعية التي يستحقونها، في ظل غياب برامج حكومية فعالة لرعايتهم.
على طريق الكفاح عمل الوافي في قطاع التحسين وتزيين الشوارع في المملكة العربية السعودية
وقال : أنا مستعد أن أخدم بلادي في طرح الأفكار والعمل في تزين الشوارع إذا اتيحت لي الفرصة .

في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه بلادنا، يجب أن لا ننسى واجبنا تجاه كبار السن الذين قدموا الكثير من أجل وطنهم. ندعو الحكومة إلى وضع خطط شاملة لتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين.
#قصص_كفاح
#كونوا_بالقرب