تقديس الأصنام البشرية.. صناعة مخابراتية.!!
معضلة العالم الاسلامي انه مر بمراحل انحطاط انحدر فيها المجتمع المسلم الى هاوية سحيقة من التخلف الثقافي والفكري والديني ايضاً.
تلك المراحل المظلمة خلقت اجيال لا يعرفون من الدين إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه وحين تحررت الدول العربية من الاستعمار وجدت رجال دين قد بلغوا من العمر عتياً ولديهم بقايا مفاهيم دينية فلجأ الناس اليهم ولكنهم كانوا مطية سهلة للاختراق وبذلك استطاع المستعمر زرع رجاله المتدثرين بالدين في المجتمعات العربية.
وكان اولهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي زرعته المخابرات الامريكية والبريطانية في الحجاز
فربى جيلاً من شباب المسلمين يمجدون الاشخاص اكثر من تمجيدهم للدين وهم الوهابيون ، وهنا تسربت الصنمية الفكرية الى الذهنية العربية وباضت وافرخت ومازلنا نعاني من تبعاتها الى اليوم.. والحديث في هذا الاتجاه يطول.
ولكن بالمثال يتضح المقال.. والحكاية ادناه تختزل مانحن فيه بوضوح تام.
يحكى ان رجلاً وجد إعرابياً عند بئر ماء فلاحظ الرجل أن حمل البعير كبير .. فسأل الأعرابي عن محتواه
فقال : الأعرابي كيس يحتوي على المؤونة والكيس المقابل يحتوي تراباً ليستقيم الوزن في الجهتين.
فقال الرجل: لم لا تستغني عن كيس التراب وتنصف كيس المؤونة في الجهتين فتكون قد خففت الحمل على البعير… !؟
فقال الأعرابي : صدقت… !
ففعل ما أشار إليه ثم عاد يسأله:
هل أنت شيخ قبيلة أم شيخ دين ..؟
فقال لا هذا ولا ذاك بل رجل من عامة الناس .
فقال الرجل: قبحك الله لا هذا ولا ذاك ثم تشير علي، ثم أعاد حمولة البعير كما كانت… !
هكذا أغلب الناس لا يهمهم الأفكار وإن كانت صائبة بقدر ما يهمهم الأشخاص والألقاب المصدرة لتلك الأفكار وإن كانت خاطئة … !
تقديس الأصنام البشرية والطاعة العمياء لكل أفكارهم وأعمالهم وأقوالهم هو سبب ضياع الأمة وتخلفها وبعدها عن روح الدين الاسلامي.