شبابنا والمستقبل المجهول ؟؟
المتتبع لجيل الشباب اليوم في مجتمعنا اليمني والحال الذي وصلوا إليه بعدما يربو على عقد من الزمن على الاوضاع المأساوية التي آلت إليها البلد لا يخفى عليه حالة التيهان والضياع التي وصل لها جيل الشباب كاطراف تتقاذفها وتتجاذبها دول وجماعات فيما بينها ليكونوا وقود حروب اهلية بينية تحت يافطات دينية وطائفية
في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية تعمل الجماعة على استقطاب الشباب والقصر منهم عبر مخيمات صيفية تقيمها الجماعة لتشبعهم بفكر طائفي مليء بالكراهية والحقد ضد من يخالف منهجها الطائفي ليكونوا مسقبلاً قنابل موقوتة تتفجر وتقتل كل من لا يؤمن بمسيرة الجماعة القراءنية
جنوباً شباب تستقطبهم جماعات دينية نهلت من ورد واحد ونراها اليوم تتصارع فيما بينها لاستقطاب الشباب لكسب ولائهم وإيمانهم بفكر ونهج مصدره مشكاة واحدة لتتبادل تلك الجماعات الجرح والتكفير فيما بينها لتجد في البيت الواحد اخ يقاطع اخاه وربما يكفره بسب اتباعه لجماعة اخرى يختلف معها
شباب يتم تجنيدهم تحت مسميات وطنية من دول أقليمية ترعى الحرب في اليمن وتمولها وتمونهافي معسكرات قياداتها تدين بالولاء لتلك الدول لتجعل من وطننا حلبة صراعات وميدان معارك لا يعلو كعب طرف على طرف لتزداد اوجاع الوطن والموطن اليمني بؤسا وشقاء ومعاناة يوم بعد يوم
شباب عاطل عن العمل ادمن القات والمخدرات وصار ليله نهاراً ونهاره ليلاً وصل البعض منهم لارتكاب جرائم قتل وسرقة ليحصل على ما يسد به إدمانه ويشبع ولعه بعد ان اصبح لبه وعقله خارج نطاق التغطيةبسبب الإدمان
كل تلك المشاهد الدراماتيكية التي وصل لها حال جل شبابنا اليوم انعكست سلباً على التعليم لتصبح الجامعات اطلالاً لا يرتادها إلا القلة القليلة من الشباب وصار التعليم آخر سلم اولويات الشباب بعد إغرائهم والتغرير بهم من تلك الدول والجماعات التي تتمدد مدارسها الدينية والعسكرية قي القرى ومراكز الحضر لتجهز على التعليم الحكومي بخطى حثيثة ومتسارعة في ظل الخذلان والتهميش لحملة مشاعل العلم والتنوير من ا لمعلمين والدكاترة والأستاذة الجامعيين من قبل الحكومة ومسؤوليها
استمرار هذا المشهد لحال الشباب ووأد التعليم الحكومي المدني وفتح الباب للمدارس العسكرية والدينية والطائفية لسنوات اخرى ما هي إلا وأد للمدنية والتحضر وانقراض للطبيب المختص والمعلم المتخصص والمهندس واهل الاختصاصات العلمية والمهنية في مختلف العلوم الدنيوية
وسنجد فيما بعد شبابنا واجيالنا القادمة نسخاً طبق الأصل للجماعات الشيعية العراقية وحركة طالبان وبوكو حرام والشباب الصومالي وداعش تجيش الجيوش وتزحف نحو المدن والقرى لتحرقها وتبتر الاطراف وتجز الرؤوس وتئد المدنية وتوغل في بحور الدم لكل من يخالفها بعد ان بذرت بذورها الاولى في مدارسها الخاصة التي لا تخضع لا لحكومة ولالدولة
مخرجات التعليم من الشباب الأكاديمي صار اليوم بعدد اصابع اليد بعد ان أٔوصدت الأبواب امامهم من قبل الدولة وصار الحصول على وظيفة حكومية او مدنية حلم لم يتحقق لعشرات الألاف من الشباب الخريجين من الجامعات مما جعلهم فريسة سهلة لتلك الدول والجماعات التي تسعى جاهدة للقضاء على التعليم الحكومي ومخرجاته باعتباره خطراً يتهدد بقائها وزوالها
ناقوس الخطر يتهددمستقبل الاجيال القادمة ولا بد من إعادة النظر في كيفية إعداد اجيال المستقبل لمواجهة تحديات العصر الجديد فالعالم يشهد تطورات سريعة في التقنيات الحديثة وعلى كافة الأصعدة مما يفرض علينا جميعاً ضرورة إعادة صياغة منظومات التعليم والبناء الفكري لجيل الشباب ليتواكب مع تلك التطورات كي لا ينجرفوا نحو المستقبل المجهول والمحفوف بالمخاطر.