المكر السيء يعمل كالسيف ذوالحدين.

بقلم / موسى المليكي.

المكر هو من أساليب الحياة التي يستخدمها البعض لتحقيق مصالحهم على حساب الآخرين. قد يبدو في البداية كأنه طريق مختصر لتحقيق الأهداف، ولكنه في الحقيقة ليس سوى خدعة قصيرة الأمد. قد ينجح الماكر في خداع بعض الأشخاص لفترة معينة، ولكن في النهاية، يظل المكر لا يعود إلا على صاحبه. ذلك أن المكر السيء يعمل كالسيف ذو الحدين، وقد يحقق بعض المكاسب المؤقتة، لكنه يقود صاحبه في النهاية إلى السقوط في حفرة الخداع التي حفرها لغيره.

الحياة تُعلمنا بشكل دائم أن من يحاول أن يُوقع غيره في فخ أو يُدبر له مكيدة، يكون هو أول من يقع في هذا الفخ. تلك هي سنة الحياة التي لا تتغير؛ فالإنسان الذي يعتمد على المكر ليصل إلى مبتغاه يضع نفسه في موقف هش، لا يستطيع الحفاظ عليه لفترة طويلة. قد يحصل على مصلحة أو منفعة لوهلة، ولكن سرعان ما يكتشف أن الخداع لا يدوم.

من ناحية أخرى، يشير التاريخ والحكمة الإنسانية إلى أن الطريق الصحيح هو الصدق والنزاهة. الشخص الذي يسير في طريق الحق ويعمل بصدق، يجد أن الخير يعود عليه في نهاية المطاف. مهما كانت الظروف، فالله هو الذي يرزق عباده، والمصداقية والعمل الجاد هما اللذان يبنيان الثقة ويجلبان الخير.

إذًا، يجب أن ندرك أن الحياة ليست مجرد لعبة مصالح قصيرة الأمد، بل هي رحلة من الصدق والنية الطيبة. المكر قد يخدع بعض الناس في البداية، لكنه في النهاية يحيق بصاحبه. الخير يعود لأصحابه الذين يمشون في الطريق المستقيم.

 إن المكر قد يكون سلاحًا وقتيًا، لكنه لا يضمن النجاح في المستقبل. في حين أن الصدق والنية الطيبة هما الأساس الذي يمكن للإنسان أن يبني عليه نجاحًا مستدامًا، فالصراحة مع الذات ومع الآخرين هي الطريق الذي يؤدي في النهاية إلى رضا الله ثم إلى النجاح الحقيقي.