عدن للعدنيين الثقافة والأعراف وليس العنصر والجغرافيا
عدن للعدنيين اصبح حصان طروادة يمتطيه الكثير ولم يتم الاتفاق على مفهوم حول هذا المصطلح فكل واحد يحاول ان يفهمه من منطلقاته
البعض يحاول ان يجعل من هذا المصطلح على اساس العنصر يربط الأولوية العدنية بناءا على مفهومة ،. يجعل اصالتهم بدخول الاستعمار البريطاني الى عدن مثل الجنوبيين الذين من أصول هندية وكذلك افريقية وغيرهم ولا ينكر احد دور ابناء الجاليات الهندية والافريقية الصومالية والحبشية في صنع جزء من التاريخ العدني الثقافي والاجتماعي والسياسي والإداري و حتى النضالي
والبعض الاخر يريد ربط هذا المفهوم بالمفهوم الجغرافي يريد ان يقول ان هناك سكان عدنيين اصليين قبل دخول الاستعمار البريطاني وبالتالي يدخل الجزء الجغرافي القريب من عدن اللحوج والعقاربة والصبيحة واليافعي والفضلي ضمن هذا المفهوم بشكل اساسي
والبعض يريد ان يربط مفهوم العدنية بثقافته وغلبة الفاظ لهجته على اللهجة العدنية من ابناء شمال الوطن الغالي فيقول ان عدن هي تعز وتعز هي عدن وكل فريق من هؤلاء له دوره السابق والحاضر وسوف يكون ايضا كذلك في المستقبل المشرف في صنع جزء من شخصية عدن
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من عدن أبين... الحديث..وهو حديث صحيح ،. ولم يقل يخرج من عدن الهند او.وليس عدن الصومال او عدن تعز او عدن يافع او عدن الضالع او عدن لحج قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من عدن أبين اي ان ارتباط عدن بشكل اساسي بأبين ومع ذلك كله لا تجد احد من ابناء ابين يعطي لنفسه الاحقية في القول ان عدن له وحده فقط وهذا حقيقة من الاخلاق الكريمة لابنائها الغير مبنية على العصبية والمناطقية كما يشهد لهم الجميع
لان عدن لم تكن في وقت الاوقات سوى ثقافة وأعراف وليست عناصر واعراق وقبائل
عدن بشخصيتها التاريخية لها اعرافها وتقاليدها وثقافتها ، فمن فهم هذه التقاليد والعادات والثقافة والاعراف واحترمها وعاش بها مع الاخرين فهو عدني حتى لو جاء أمس من قريته او من بلاده ومن عاش فيها عشرات السنين وهو لا يزال بعقلية وثقافة وتقاليد وعادات واعراف قريته وقبيلته وجهته الجغرافية العربية او الهندية والصومالية او غير ذلك وثقافتها فهو ليس بعدني حتى ولو كان له في عدن الف عام وقد تكون عدني وانت عايش في قرية منعزلة بثقافتك هذه وشخصيتك هذه وقد تكون ريفي قروي وانت عايش في عدن
وقد كان هناك صراعا ثقافيا وعرفيا بين ثقافة واعراف عدن وبين الثقافات والاعراف القادمة من خارج عدن والتي حاول ابنائها بسبب اتصالهم بذلك النوع او تلك النسبة من الثقافة والاعراف التي عاشوا فيها واحتكوا بها في مناطقهم وبلدانهم وقراهم وجهتهم الجغرافية بفرضها على ابناء عدن وكثيرا ما ينخدع ابناء عدن من ابناء الريف سواء كان الريف الجنوبي او الشمالي او الهندي او الافريقي وهذه مشكله عدن والعدني لان ثقافة واعراف عدن اهم عنوان فيها هو البساطة وعدم التكلف واللين والسهولة في التعارف والتعامل وحسن الظن وعدم التعصب ولذلك كثيرا ما ينخدعون بسبب سجيتهم هذه الطيبة والسليمة
ياتي ابن الريف بثقافته واعرافه القروية الريفية التي لا يرى فيها سوى لون معين وطيف معين من الثقافة والفهم والاعراف والتفكير السياسي ويقنع به ابناء عدن الذين عاش الواحد منهم في حارته وسط محيط متنوع من الجيران هذا من الصومال وهذا من الهند وهذا من تعز وهذا من رداع وهذا من صنعاء وهذا من يافع وهذا من الضالع وهذا من الحديدة
لذلك نحن نحاول ان نرفع عنوان المفهوم الصحيح للعدن والعدني لمعرفه من يجسد ثقافة واعراف وتقاليد وعادات هذا العنوان والتعامل معه على اساس سلوكه وليس على اساس انتمائه القبلي وخلفيته الاسرية او المناطقية او الجهوية او المذهبية هذه هي عدن أممية وعالمية للجميع.