ثلاث جولات من الصراع ينبغي على الجنوبيين خوضها حتى النهاية!!
بقلم / د. وليد ناصر الماس.
ثلاث جولات من الصراع يتعين على أبناء الجنوب خوضها بنجاح، على سبيل نيلهم لحقوقهم الوطنية المشروعة، الجولة الأولى من الصراع كانت مع الاجتياح الحوثي صالح للجنوب في ربيع العام 2015م، حيث انخرطت فصائل المقاومة الجنوبية في هذا الصراع من البداية، وتمكنت في نهاية المطاف من انتزاع معظم الأرض الجنوبية وكسر هذا التحدي، وتأمين هذه الأراضي من عدد من التهديدات، وانتهت هذه الجولة بنجاح لتبدأ الجولة الثانية.
كانت جولة الصراع الثانية أكثر شمولا من سابقتها، إذ تمثلت في حرب المعيشة التي يواجهها المواطن في الجنوب على أكثر من صعيد، وأبرز ملامحها إنهاك الاقتصاد الوطني وتبديد الموارد المحلية، والنهب المنظم للمال العام، ودفع العملة المحلية نحو الهاوية، وذلك بهدف إجبار المواطن للقبول بأي حلول ممكنة، وفي هذه المعركة الملحمية وقفت مختلف القوى السياسية علئ الساحة المحلية الجنوبية عاجزة عن فعل شيء يذكر لصالح المواطن يحفظ له كرامته، ويوقف الانهيار الرهيب للعملة، إلا ما ندر من تصريحات ومطالبات وتنديدات عابثة.
بعد ذلك ستأتي جولة الصراع الثالثة والأخيرة ومن المرجح انطلاقتها مع توصل الرياض والشرعية من جهة والحوثيون من جهة ثانية، إلى صيغة تفاهمات سياسية تقود إلى تهدئة شاملة، وحلحلة الكثير من الملفات المجمدة والقضايا العالقة، ومعها ستتبدل بالضرورة صورة التحالفات داخليا، وقد نشهد تحالفا بين أعداء القضية الجنوبية على مختلف مشاربهم، فتكون حينها المعركة حاسمة، عندها ستتبلور القضية الجنوبية بشكل أوضح، تبعا لوضوح خريطة الصراع.
واجه الجنوبيون الصراع في جولته الأولى باستعداد نفسي ومعنوي، ورغبة عارمة عزموا من خلالها على بلوغ غايتهم الوطنية، فاندفعوا خلالها اندفاعا برغم قلة الإمكانيات التي في معظمها ذاتية، مجندين كل جهودهم وطاقاتهم طمعا في البسط على الأرض التي افتقدوها منذ زمن، وفي أقل من عام تمكنوا من إحراز نصر ميداني على مساحة واسعة من الأرض. بعد كل هذه المكاسب لم يكن أحدا يتوقع حرب الرغيف والخدمات، التي أخذت تتصاعد بالتدرج خلال الأعوام التالية، ولم تجابه بأي جهود تذكر، فمختلف القوى السياسية تحاول النأي بنفسها عما يحدث، وإلقاء وزر ذلك على الآخر، حتى بلغت الأوضاع الاقتصادية والخدمية مستوى كارثي لا يطاق، من حيث اشتداد الفقر واستشراء الجوع، وغياب كثير من الخدمات الضرورية، وهكذا من المتوقع إن تكون جولة الصراع الثالثة أكثر سخونة، بين أبناء الجنوب الحالمين باستعادة الدولة وبين القوى المناوئة لهذا المشروع، وهنا نتساءل: هل يدرك أبناء الجنوب وقواه السياسية جولة الصراع القادمة؟. وماذا تم الإعداد لهذه المواجهة الفاصلة؟..