قصتي مع المنحة الدراسية( 5) سنوات في روسيا..والخروج من الجيش

أبين الآن: 

يكتبها/ صالح ناصر سالم الحنشي

في نهار خشم العين جحيم لايستطيع الانسان وخاصة في شهر حزيران التعايش معه، فهناك عواصف حارة تحمل معها حبات رمل تصيب العيون بآلام شديدة، والهواء حار جدا يسبب جراح في الانف والحنجرة....وضع رهيب ومزعج!

وأنا متوقف في خيمتي وعندي جنودي الذي أحبهم كثيرا؛ لأنهم كانوا صغارا قبل سنوات والآن يكبرون مع مرور الأيام، وكنت لهم بمثابت الأب وهم كانوا يتعلقون بي كثيرا!

أحدهم قال لي: أسمع قائد اللواء يشتيك...قمت مترنحا..وأمشي رويداً حتى دخلت خيمته، تحية أخي القائد!

 كان عنده الاخ الرائع (صالح عبدالله ناصر) ضابط الاستطلاع الاستراتيجي بدلاً عن الاخ (سليمان ناصر) الذي عينوه رئيساً للجان الدفاع في الجمهورية.

قال قائد اللواء: مبروك عليك لقد جاءت لك منحة دراسية (5سنوات) الى روسيا ، واتفقنا أنك أنت مرشحنا!

فرحت جدا وشكرتهما!!

قال: جهز نفسك باتجي الطائرة بعد يومين وباتتمم الوزارة، في برقية بانرسلها للعمليات العسكرية برقمك واسمك!  

عدت الى خيمتي أكاد أطير من الفرح!

وفرحوا أبنائي الجنود فرحا لايقل عن فرحي ولكن هم حزينون للفراق. كان المساعد لي في قيادة الفصيلة اللاسلكية. الرقيب البطل (علي حيدره السندي المرقشي) الله يطول في عمره، والذي يضارب أي وأحد يمازحه أو يمزح معه وآخر مرة ضارب ركن عمليات للواء... وتحول من (ك 20) نتيجة المضاربة وتحول من قيادة اللواء نظرا لصراعه مع ركن عمليات وجابوه عندي، وقال لي: قائد اللواء: لك بون بديل اذا باتعرف تهدأه، وفعلا هدأته، وكان كلما يشتي يضارب جابوني له وهدأته!

 واستقربوا مني! يقولون لي: كيف هدأ معك هذا؟!

السر أنه من آل (امطاري السندي) الذي أبادوا إخوانه في عبر عثمات، وأمموا أرضهم وبيوتهم في جعار!

نزلت عدن وأنا فرحان ووصلت الوزارة سلمتهم الخطاب طلبوا ثمان صور واحضرت هذه الصور وقالوا لنا بعد أسبوع تحضروا لتسليمكم الجوازات والسفر اليوم التالي.

عدت البلاد وأخبرت الأهل وفرحوا كثير أني با أبتعد حتى يجعل الله مخرجا.

عدت بعد أسبوع ...وجدت أصحابي منتظرين انتظرت معهم عند التاسعة حضر الضابط وصاح بأسماء المرشحين للالوية إلا لواء عبود... بدأت عيني ترف سالته، أنا ماذكرت أسمي، وين جوازي؟!!

قال لي: تعال أدخلني وأعرض علي الملف كلهم كل واحد مقابل لواءه بالاسم والرقم.

قال: هذا رقمك قلت نعم؟

قال: أنظر إلى اسمك وكانت تحيط به دائرة حمراء!

قلت : من عمل هذا؟

قال: جت كذا من الوزارة؛ لأن الملف يمر عليهم...

انصرفت وأنا كاني في عين العاصفة، لاأرا شي أمامي تجرني اقدامي في الهروالة حق الطريق الى التواهي وأنا اسبح في امواج من الحزن والغضب.

عدت إلى اللواء وقدمت استقالتي، وكان غضب قائد اللواء مثل غضبي وأخي العزيز (صالح عبدالله) يلعن ويدق باكواب الشاي بالحجارة هكذا لما يغضب!!!!

قالو لي: أعطنا فرصة، لازم نعمل لك حل. 

قلت: أنا لايمكن حرك ساكنا ولا أعمل اي شي حتى تقبلوا استقالتي...

تركوني بلا عمل وتشاور الاخ (صالح عبد الله) مع القائد وصيّح لي القايد وقال: بانعطيك هذه السيارة فارج أمريكية وعامل لاسلكي، وباتكون في (سيئون) مندوب مشتروات قطع غيار الخ...

أعجبني العمل بعد فترة استدعوني، وقالوا: هذه المرة رشحناك ضابط تشفير... 

طلبوا من كل لواء ضابط...

وأنت مرشحنا رفضت وجلسوا يحاولون حتى سافرت.

أخذنا دورة (3 شهور) على الشفرة وكانت معقدة جدا، مثل حق الجيش الروسي، أكثر من ستة أرقام ...طبعا في شعبة الاستخبارات...

بعد هذه الدورة، جلسنا نطبق في شعبة العمليات الحربية، مع الضباط المناوبين وكنا نطلع كل يوم إثنين مع الضابط المناوب.

في إحدى الليالي وأنا في غرفة العمليات أنا وزميلي مع الضابط الحضرمي..طلع الوزارة مدير العمليات الحربية، سلم علينا وشافني، عاد للخلف،،، ها ، صالح قلت: نعم. 

قال الحضرمي: ذونا الشباب أصحاب الشفرة الجديدة.

قال لي: تعال مشيت وراه دخل مكتبه الذي يقع آخر المكاتب، ((كان زميلي في الدراسة في مدرسة زنجبار المتوسطه))...قال: من أرسلك هذه الدورة الخطيرة؛ الذي أرسلك مايحبك!!!!...قلت له :ليه؟؟؟

قال : ياصالح٠٠٠ أنا لا أشك في وطنيتك، ولكن اللواء حقك في (العبر) والعبر لايفصله عن العدو السعودي غير مسافة قليلة وفي ـ العبر ـ رياح شديدة وربما تخطف الريح عليك نسخة وتكشف شفرت جيشنا!!!!

قلت له: أقبل مني استقالتي وبااكتبها عندك... عاد بكرسيه الوثير وهويبتسم ابتسامة استهزأ، قم قم، وقدم استقالتك للذي أرسلك ولا أشوفك ابدا فمريت بالعمليات، ومريت أمام أصحابي، قالوا: وين تشتي؟؟؟

قلت: باجيب سيجارة، نزلت وهرولت في هروالة وزارة الدفاع هذه المرة في المساء مع أمواج من الغضب والآلام وعاصفة تعصف في كياني كله من الغضب. 

نمت عند أحد الأصدقاء، وفي الصباح تحركت من محري لامجري حتى ـ ابين ـ ثم البلاد فجلست(3 شهور) وأخيراً أرسل القائد العظيم// باعزب، لي 

الأخ صالح عبدالله ناصر. بالسيارة، وجالي للقرية... وقال: وصاني باعزب جيبك تعلم واحد من الضباط الشفرة الجديدة. وباينزل معك شخصيا حتئ تتم استقالتك.

ذهبت وجلست أعلّم واحد نقيب حتئ ألم بالشفرة وفكها وحلها ووضع البطايق للرموز وللشفرة للوحدات تبع اللواء، ثم نزل معي القائد واقنع الوزارة واعطوني استقاله...والجدير بالذكر أنه كان ممنوع الخروج من الجيش!!!!

كلما تذكرت هذه المآسي التي كان قدري يتربص بي أضحك ..واحمدالله ان الله عوضني وعشت فيما بعد افضل من الرفاق!

وكانت شهادة الخروج من الجيش... كان ضابط التسجيل ينظر تارة الى ملفي أمامه وتارة الي...

شاف الملف وقال: أغرب ملف لجندي يمر بي...

رسالة من رئيس الجمهورية ((سالمين)) الى وزير الدفاع بعودتي يقول هذا الجندي جانا مع كامل سلاحه في شقرة ويقلب ويرى محاكمة قائد الجيش له وطرده بدون حقوق مع سجن سته شهور وبرئ تقارير بلعيد ويرى في الاخير رتبته جندي!

قال ليش خرجت؟؟؟

قلت له : من كلاب داء الكلب...

فقال: لهذا عمل السلوك ممتازة جدا ، ثم قال: لاتوجد أي بطاقة خروج تحمل هذا الشرف وسلمني شهادة الخروج! وانصرفت الى هروالة وزارة الدفاع ،،، بس هذه المرة بفرح وبمعنوية مرتفعة جداً !!!!