ياعيني على البساطة
أبين الآن / كتب / عبدالله بامؤمن
في ذات ليلة بينما كنت جالسا، انتظر دوري في تناول وجبة العشاء، بمطعم بانبوع المواجه لنادي المكلا، وبالرغم من طول الانتظار ، وتأخر العشاء اكثر من اللازم، الا انني فضلت البقاء والانتظار على التوجه لمطعم مجاور في ساحة الدلة وما اكثرهن!.
فرائحة (تكشونة) بانبوع ليس بالسهولة تجاهلها، او مقاومتها، خاصة ان كنت جائعا وفي ليلة باردة!
وبينما انا على تلك الحالة من الجوع والحنق، ارتفع الصوت من داخل المطعم بين بوسالم بانبوع وصديقه الكابتن طاهر باسعد، الذي اضطر نتيجة الزحام الشديد وتضائق الزبائن وتململهم، القيام بغسل الراجع من الصحون، حيث عاتب بانبوع طاهر بصوت مرتفع واصفا اياه بالبطيء!
وبينما هما كذلك، من كلمة الى كلمة، مر مجموعة من الشباب من ابناء عدن، في كامل اناقتهم، يوسطهم رجلا كبيرا في السن، وكأني به مدربا او اداريا، استوقفه الصوت المنبعث من داخل المطعم !
وقف الرجل الكبير لبرهة ليتأكد من لحن الصوت، ثم دار واتجه بخطى ثابته نحو الكابتن طاهر وبالاحضان والعناق الحار، مع صوت تساقط الصحون من بين يدي طاهر واحد تلو الاخر وهو يردد هلا جميل هلا بن سيف، موقف الجم بانبوع والزمه الصمت، خاصة وان الشباب كانوا قد سدوا المطعم بعد ان ناداهم الكابتن جميل سيف، قائلا لهم هذا هو طاهر باسعد الذي سبق وان حدثتكم عنه هذا طاهر الذي تعد مواجهته بمثابة تحدي لكل مهاجم يرى في نفسه لاعبا كبيرا
طاهر الذي تلعب امامه وانت مطمئن البال، انه لن يصيبك بأذى، حتى لو كنت منفردا بمرمى فريقه، مالم يستخلص منك الكرة بسلاسة وفن .
رحم الله طاهر وحفظ جميل سيف وعافاه .