الصلاح الداخلي للأسرة صلاح للمجتمع المعاصر وتماسكه. 

كتب/ناصر الجريري

لاشك أن الأسرة هي النواة الحقيقية والبذرة الاولى لصلاح المجتمعات فمتى ماصلح النسيج الداخلي لهذه الأسرة فإنه وبلاشك سينشئ مجتمع صالح ومحافظ يتمتع بقيم إسلامية ودينية اخلاقية فاضلة لاتشوبها اي شائبة فتجد العدالة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية تجد هناك مقومات للدولة تجد الصدق والوضوح تجد الأمانة والنزاهة ، تجد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تجد حب الخير والتعاون والتكافل الإجتماعي، لاظلم ولاإضطهاد ، ولامحسوبية ولا وساطة ولا اكل لحقوق الاخرين اوالبسط على حق الغير وإلإستحواذ على المال العام ، مجتمع تتساوى فيه جميع الحقوق ، لاغش ولاخداع ولارشاوي وقول للزور ولاحتى تجهيل للعلم وتعليم الاجيال . الخ
هذا اذٱ هو المجتمع الحقيقي المحافظ الذي نصبوا اليه والذي خرج من تلكم النواة  الاسرية الحقيقية المحافظة التي تربى عليها الجيل السابق جيل اجدادنا والآباء

لكن الواقع المقروء والمشاهد اليوم يبين عكس ماذكرناه سابقا في مقدمة الحديث فكل ماذكر نجد عكسه تماما اليوم فالتفكك للنسيج الداخلي لهذه الاسرة اورث تلك التراكمات على مدى عدد من السنوات القليلة الماضية فالتنشئة اللغير صالحة للاجيال المتاخرة والتعامل مع الاولاد وكل افراد الأسرة بعدم المبالاة او بعدم الإهتمام لما يقوم به بعض افراد تلك الاسرة من سلوك وتصرفات سيئة امام اولياء الأمور وامام الاولاد بحيث يتربوا وينشأوا على قيم وعادات دخيلة لاترتبط ولاتمت لتعاليم الإسلام بصلة لامن قريب ولا من بعيد ولا حتى تمت بصلة للقيم والعادات والشيم التي كان يتحلى بها جيل الأباء والأجداد فينشئ  فينا الفتى على ما كان عوده ابوه. 
لذلك فالواجب علينا كاولياء امور وكأسر ان نسعى الى التربية الصحيحة الحقة لأولادنا وفلذات أكبادنا ولنحرص كل الحرص على تنشئتهم التنشئة الدينية والإسلامية والى التسلح بالعلم والمعرفة اذا اردنا المحافظة على مجتمعنا المعاصر . 

قد يقول البعض منا الواقع لايسمح بذلك مع انتشار الكثير من الأمور ومن العادات السيئة الدخيلة على مجتمعنا هذا ناهيك عن الاوضاع والظروف الصعبة التي نمر بها وتمر بها البلاد وا وا وا وغيرها من المستجدات اليومية التي نعيشها وتعيشها بعض هذه الأسر في مجتمعنا . 
لذلك نقول لهم مهما حصل من تراكمات على واقعنا اليوم لكن مع ذلك لابد من تدارك مايمكن تداركه للحفاظ اقل شيئ على الجيل القادم لهذا المجتمع وهذه النواة وتماسكها والحرص على تربية الاولاد وإرشادهم وتوجيههم التوجيه  السليم المنبثق من تعاليم الإسلام السمحة كما اشرنا سالفا لانها تعتبر اللبنات ألاولى التي يتربى عليها الطفل منذ النشئة الاولى ومنذ نعومة اظافره هذا اذا اردنا بذلك صلاح للمجتمع . 
ومن باب التذكير بقوله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) الحديث ... 
فلا تضيعوا هذه المسؤولية وهذه الأمانة التي امنكم الله عزوجل علبها وتتركوها هباء وهملا لأنكم ستسألون عنها لامحاله يوم تجتمع عند الله الخصوم. 

والله من وراء القصد