استنفار عسكري في دمشق.. قرار سوري بالمواجهة بانتظار مخرجات "الدوحة"

استنفار عسكري في دمشق.. قرار سوري بالمواجهة بانتظار مخرجات "الدوحة"

قالت مصادر سورية، على صلة بأجواء النقاشات في الدوائر السياسية والأمنية، إن أخذت قرار المواجهة مع ما تسميها "المجموعات الإرهابية المدعومة من تركيا وإسرائيل" حتى النهاية، وأشارت المصادر إلى أن العاصمة السورية دمشق تشهد هذه الأيام استنفاراً سياسياً وأمنياً غير مسبوق تحضيرا لهذه المواجهة.

 

الإفراج عن قادة "الدفاع الوطني"

 

 وذكرت المصادر لإرم نيوز، شرط عدم ذكر هويتها، أن السلطات و"في مؤشر على جديتها في قرار المواجهة العسكرية مع الفصائل المسلحة وداعميها، استنفرت قوات الجيش والأمن بنسبة 100%، كما قطعت كل الإجازات للقوات، على أن يكون الجميع في قطعاتهم ومراكزهم استعدادا لبدء معركة استرجاع ما سيطرت عليه الفصائل المسلحة في الأيام الأخيرة".

 

وكشفت المصادر أن السلطات السورية عمدت أيضا إلى الإفراج عن العشرات من قادة وعناصر "الدفاع الوطني" الذين قادوا في بدايات الحرب السورية مجموعات قتالية إلى جانب الجيش السوري، ثم جرى حل هذه المجموعات وسجن قادتها في الأعوام الأخيرة بعد اتهامهم بارتكاب جرائم قتل وخطف وإثراء غير مشروع.

 

مهلة قصيرة

 

المصادر ذكرت أن دمشق أبلغت حلفاءها أنها ستنتظر حتى اجتماع آستانا المتوقع انعقاده في الدوحة في السابع والثامن من الشهر الجاري، والذي سيحضره وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا لمناقشة الملف السوري، بهدف الوصول إلى تفاهم بين روسيا وإيران من جهة، وتركيا من جهة أخرى، لإخراج المسلحين من حلب وإبعادهم إلى مواقعهم السابقة. وأضافت أن السلطات تعتبر يوم الثامن من الشهر الجاري نقطة فاصلة لإطلاق عملية عسكرية كبرى من عدمه.

 

 

بالمقابل، تقول المصادر إن الفصائل المسلحة لديها نفس المهلة، أي حتى السابع من كانون الأول/ يناير، حتى دخول محافظة حماة والسيطرة عليها، لتدعيم موقفها والموقف التركي من ورائها، وهو ما دفع الجيش السوري إلى إرسال تعزيزات كبيرة إلى جبهة حماة، وقد نجحت بالفعل في تعزيز الدفاع عن المدينة وإبعاد الفصائل المسلحة لنحو 10 كيلومترات إضافية.

 

وتقول المصادر نقلا عن سياسيين سوريين، إن موسكو ترغب في إعطاء مهلة للحلول الدبلوماسية و السلوك في طريق المفاوضات، وتحديدا مع تركيا، للوصول إلى حل سياسي للأزمة، وانسحاب الفصائل من محيط حماة وحلب، إلا أنها تساند السلطات السورية في أي قرار تتخذه، وهذه الأخيرة قررت اعتماد الحسم العسكري مع الفصائل بعد انتهاء اجتماع الدوحة، وهو ما أوضحه الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام، عندما قال إن الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة، وسنستخدمها معهم".

 

وأضافت بأن دمشق تلقت دعما سياسيا كبيرا من الدول العربية في خطواتها المقبلة بمحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن العديد من الدول العربية قد تدعم دمشق بأشكال مختلفة، وخاصة العراق الذي لمح رئيس وزرائه محمد شياع السوداني لاستعداد بلاده للتدخل عسكريا إلى جانب الجيش السوري، خلال مكالمته الأخيرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

الترسانة العسكرية جاهزة

 

وتوضح المصادر أن الجيش السوري بات جاهزا لإطلاق المعركة، وقد استقدم إلى حماة مختلف صنوف الأسلحة وأفضل ما في ترسانته العسكرية من راجمات ودبابات، كما أنه استقدم العديد من منظومات "شيلكا" للتعامل مع الطيران المسير، الذي تستخدمه الفصائل المسلحة بكفاءة، إضافة للطيران الحربي السوري والروسي، الذي سيمهد العمليات العسكرية البرية.

 

وخلصت المصادر إلى أن يوم الثامن من كانون الأول/ ديسمبر سيكون فاصلا، فإما الوصول إلى تفاهم تركي روسي يرضي دمشق، أو البدء بعملية عسكرية ضخمة قد يكون معروفا موعد بدئها، ولكن من غير المعروف متى يمكن أن تنتهي، وفقا للمصادر.