كارثة بيئية وصحية في قرية السامقة يتسببها مشاريع سقي القات.
(أبين الآن) تقرير..السامقة
تتزايد معاناة سكان قرية السامقة، الواقعة في مديرية المعافر بمحافظة تعز، من كارثة بيئية وصحية تتفاقم يوماً بعد يوم.
إذ تحولت مشاريع سقي القات، التي أُنشئت لخدمة عدد من المزارعين، إلى مصدر تسرب مائي يصل إلى منازل المواطنين المهمشين، مما أسفر عن أضرار بيئية وصحية جسيمة.
المشكلة البيئية: المياه الراكدة وانتشار البعوض
تتسبب المياه المتسربة من مشاريع الري المستخدمة في سقي القات في تكوين مستنقعات مائية راكدة بالقرب من منازل سكان السامقة، هذه المستنقعات أصبحت بيئة مثالية لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، مثل حمى الضنك والملاريا، ووفقاً لشهادات السكان، تنتشر الحشرات بشكل واسع في أجواء القرية، مسببة حالة من الذعر والقلق، خصوصاً بين الأطفال الذين يعانون من لدغات البعوض بشكل يومي.
الأضرار الصحية: أمراض جلدية ومعاناة الأطفال
أفاد عدد من سكان السامقة أن أطفالهم يعانون من أمراض جلدية متعددة نتيجة التعرض المستمر للمياه المتسربة والملوثة، تقول أم محمد، وهي أم لثلاثة أطفال:
“لا نستطيع حماية أطفالنا من المياه التي تحاصر منازلنا، الأمر أصبح خارج سيطرتنا، أطفالي يعانون من طفح جلدي مزمن بسبب التماس المباشر مع المياه الراكدة.”
تحدث عاقل قرية السامقة هيثم محمد سيف مقبل عن معاناته اليومية قائلاً:
“نعيش في كابوس دائم، نعاني من الأمراض بسبب هذه المشاريع، وليس لدينا القدرة على معالجة أطفالنا أو حماية منازلنا من الكارثة التي تحيط بنا.”
تجاهل الجهات المسؤولة
على الرغم من الشكاوى المتكررة التي قدمها المواطنون المهمشون في السامقة إلى الجهات المحلية المسؤولة، لم يتم اتخاذ أي خطوات جادة لمعالجة الوضع.
يقول المواطنون إن مشاريع سقي القات تخدم فئة محدودة من المزارعين على حساب صحة وكرامة السكان الفقراء في القرية.
وأكد شيخ قرية السامقة حسين عبدالحكيم فارع بقوله:
“نحن هنا في السامقة مهمشون تماماً، لا يلتفت أحد لمعاناتنا، وكلما قدمنا شكاوى، نجد أن المسؤولين يتجاهلوننا وكأن حياتنا بلا قيمة.”
دعوات للتدخل الدولي
بعد يأسهم من استجابة السلطات المحلية، لجأ سكان السامقة إلى مناشدة المنظمات الدولية والإنسانية للتدخل وإنقاذهم، وقد وجهوا نداءً عبر وسائل الإعلام مطالبين بإزالة هذه المشاريع وإيجاد حلول جذرية للتسرب المائي الذي يهدد حياتهم.
وفي حديث لأحد المواطنين قال:
“نحن نعيش حياة لا تطاق، أطفالنا يموتون ببطء بسبب الإهمال، وكل ما نطلبه هو تدخل سريع لإنقاذنا، نناشد الجميع، محلياً ودولياً، أن يسمعوا صوتنا قبل فوات الأوان.”
وتبقى مأساة سكان السامقة شاهداً على التحديات التي تواجه المجتمعات المهمشة في اليمن، حيث تتضافر الأزمات البيئية والصحية مع الإهمال الرسمي لتشكل واقعاً مأساوياً يهدد حياة الآلاف.