حذر من تقييد عمل المجتمع المدني.. المبعوث الأممي: لا يوجد أي مبرر لمعاناة اليمنيين
أبين الآن / متابعات
قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج، إنه مع التطورات الدراماتيكية الأخيرة في لبنان وسوريا، بات من الجلي أن الشرق الأوسط بحاجة ملحة إلى الاستقرار، واليمن ليس استثناءً من ذلك.
وأضاف المبعوث الأممي، في إحاطة لجلسة مجلس الأمن بشأن اليمن، اليوم، أنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي هذه اللحظات لتحقيق خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود.
ولفت إلى أن الأوضاع الهشة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، وتعز، مما تؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح، مشيرا إلى هجوم مليشيا الحوثي، الأسبوع الماضي، بطائرة بدون طيار على سوق مزدحم في مقبنة بمحافظة تعز، والذي أسفر عن سقوط ضحايا.
وأشار هانس، إلى مرور 6 أشهر على حملة الاعتقالات التعسفية التي شنتها مليشيا الحوثي واستهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وكيانات من القطاع الخاص.
وأضاف أنه وبرغم الإفراج عن ثلاثة من المحتجزين، فإن عشرات الآخرين، بمن فيهم أحد أعضاء فريه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي. ولايزال البعض منهم محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم.
وأشار المبعوث الأممي، إلى أن هذه الاعتقالات التعسفية انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم. وجدد الدعوة للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين.
وأكد الالتزام بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع. مشيرا إلى أنه "مضى على احتجاز البعض عشر سنوات، ورغم الجهود المستمرة والاجتماعات العديدة التي عقدها مكتبي مع لجان الأسرى التابعة للأطراف".
ودعا المبعوث الأممي، الجميع، إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق ستوكهولم، ومواصلة العمل مع مكتبي بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية. ينبغي أن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه: "الكل مقابل الكل".
وحذر هانس، من أن مساحات العمل المدني باتت مهددة بشكل متزايد بفعل المصالح الحزبية التي تسعى إلى تضييق الفضاء المدني المتنوع أو تهديد المشاركين في الاجتماعات.
وقال إن تقييد عمل المجتمع المدني واستمرار مناخ الترهيب يشكلان يشكل اعتداءً على حقوق اليمنيين، وإن هذه الممارسات تُقوّض الأسس الضرورية لأي عملية سلام يمنية، وتشجع المفسدين، وتسمح للجماعات المسلحة بمواصلة انتهاكات حقوق الإنسان دون أي مساءلة، وأضاف: "يجب وضع حد لهذه القيود والتهديدات بشكل عاجل وفوري".
وفي الشأن الاقتصادي، لفت المبعوث الأممي، إلى أن الأزمة الاقتصادية في اليمن، تتفاقم، محذرا من العواقب الوخيمة التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدام الاقتصاد كأداة في النزاع.
وقال إن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدى إلى زيادة الفقر بشكل واسع بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل العديد من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.
وأشار المبعوث الأممي، إلى أنه في ظل انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، سيستمر اليمنيون في المعاناة، ولا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وقال إن "إنهاء الحرب هو خيار متاح وهو خيار لايزال في متناول الأطراف".