لماذا يتم تشكيل القوة العسكرية في حضرموت؟

حضرموت الكل يوجه اهتمامه إليها سواء الأحزاب اليمنية الشمالية او الجنوبية ، وهذا شئ جيد فهو يؤهل لتكون حضرموت هي الكفة التي ترجح شوكة الميزان ..

لماذا ؟..

الشعب في حضرموت بكل أطيافهم أصبحوا على دراية بكل مايدور حواليهم ، أكاديميون و مثقفون وقبائل ورجال السياسة وحتى العامة منهم ، لقد اعتادوا ان تكون حضرموت المحافظة الوديعة الآمنة لسكانها الذي احتك أجدادهم بالشعوب العربية وغيرها من بلدان العالم فاكتسبوا ثقافة حسن التعامل وابتعدوا عن السياسية إلا فيما نذر ، ولهذا انظار اليمنيين في الشمال او الجنوب تعطي كل اهتمامها لحضرموت..

في الماضي كنا في دولة جنوبية مندمجين إلى حد ما مع كل شعب الجنوب ، مدينة عدن الذي شهدت تطورا نوعيا أيام الحكم البريطاني تملك الحضارم و مارسوا التجارة فيها وغيرها من الأعمال والبعض منهم دخل الجمعيات والأحزاب وكان لهم حضور قوي نسبياً .

استمر الحال كذلك في دولة الجنوب تعايشنا مع سكان محافظات الجنوب ، الحضارم كانوا حذرين في التعامل معهم وأصبحوا محل احترام وثقه لانهم بعيدون عن المشاكل وعن كل ما يثير الآخرين أو يغضبهم موظفين أو مجندين أو طلاب في الجامعات ، وظل الحضارم بعيدين عن الصراعات او التنافس عن المناصب..

مع الشماليين بعد الوحدة كنا كذلك بعيدين عن الصراعات والمماحكات وأصبح الحضرمي محل إحترام كل سكان المحافظات الشمالية..

عانت حضرموت في فترات سابقة ومازالت وأصبحت حضرموت بشعبها المسالم بعيدة عن كل اهتمام السلطة ، وعرف المواطن الحضرمي ان بلده مهمة عند الآخرين بسبب ثروتها المتنوعة والكل يريد أن تكون إلى جانبه في أي حل سياسي قادم ..

الحضارم خلال السنوات القادمة بوضعنا الحالي إن كنا مع الجنوب او مع الشمال سنكون لا حول لنا ولا قوة ، مسلوبي الإرادة لاننا لا نملك أي قوة تجعلنا ندافع عن بلدنا وأخذ حقوقها من الآخرين ..

حلف حضرموت تنبه إلى هذه المسألة الأساسية لماذا حضرموت تظل تابعة ، وكما يقول البعض بقرة حلوب للآخرين من دون اي مردود للأرض والشعب الحضرمي .. فقدم مطالب حقوقية للأرض الحضرمية وشعبها ولكنها لم تحظ بأي اهتمام لدى الرئاسة او غيرها من الجهات صاحبة القرار السياسي في البلد ، وتطورت المطالب إلى حكم ذاتي لحضرموت ولم يعط لها اهتمام ..

إذن ماهو الحل ؟

الحل يكمن في الاتي :

قرر الحضارم ومثلهم الحلف والجامع أن تبني قوة عسكرية حضرمية لحماية حضرموت و ثروتها وإظهار حضرموت كقوة وند برجالها حتى تحصل على حقها من الدولة أو من غيرها مستقبلا ..

عندما أعلن تشكيل قوة عسكرية حضرمية ظهرت الأصوات من بعض الحضارم في الداخل أو من بعض القوي السياسية الأخري وكأنهم يقولون لا يحق للحضارم ذلك ..

لماذا هذه المعارضة ؟ 

كان أول المبادرين بالرفض بعض أخوتنا الحضارم في الداخل ، والسؤال هنا هل هذه القوة موجهة ضد أي كيان أو أشخاص معينين طبعا ..لا ؟! ، فهذه القوة هي لحماية حضرموت وثرواتها وشعبها من الطامعين فيها محليا أو خارجيا ..

الحضارم بطبعهم مسالمين ووددين في كل الأوقات والأزمات ووجود قوتهم تسهم في حصولهم على حقوقهم ، ومن دون وجود تلك القوة لن يعطيك أحد إلا الفتات والتجاهل و التسويف المتعمد ..

أما معارضة السلطة في حضرموت لتشكيل القوة الحضرمية فنقدر رفضها لانها مرتبطة بمراكز اتخاد القرار في الشرعية والحكومة لكن كان من المفروض إن كانت حضرموت تهمهم حقا أن يباركوا وجود قوة حضرمية وليس الاعتماد على الآخرين ..

وفي الوقت الذي يحق لبعض المناطق الأخرى تشكيل قوات عسكرية سواء كان في محافظات الجنوب أو الشمال على الحضارم يأتي المنع والمعارضة والرفض ، ونحن نفسر ذلك الرفض بأنهم يريدون استمرار تبعية حضرموت لهؤلاء الرافضين في الشرعية او خارجها ..

الحضارم حسموا أمورهم بتشكيل القوة العسكرية ونطمئن الجميع بأن هذه القوة هي لحفظ الأمن والنظام في حضرموت و رفد النخبة الحضرمية بدماء جديدة وحماية لحضرموت وثرواتها.. 

والله من وراء القصد.