في أربعينية تأبين الخال والصديق الرفيق.. الكابتن منير بن نجيل

(أبين الآن) كتب | حودة القاضي
تمضي حتى اليوم أربعون يوماً على رحيل خالي الحبيب، الكابتن منير بن نجيل "أبو رغد"، إلى جوار ربه الكريم .
مضى شهر وعشرة أيام ، وهو يرقد بأمان في قبره ، الذي أسأل الله أن يجعله روضة من رياض الجنة، وقلبي المكلوم لا يزال في غياهب الصدمة والم الفراق .
هذا هو خالي منير الذي عرفته إنساناً و أخاً ودوداً وصادقا؟ ، قبل أن تعرفه الجماهير نجماً لامعاً في صفوف نادي فحمان الرياضي ، فلم يكن مجرد شخص قريب فحسب ، بل كان الأخ الأكبر، والسند، والعزوة التي أفتخر بها، وسلاحي عند الشدائد ، ودرعي المتبن في وجه المحن.
أذكره شجاعًا مقدامًا، فإذا وقع بيني وبين أحد خلاف أو جدال، وكان حاضرًا في أحد المعسكرات بصنعاء أو في أي مكان آخر، هبَّ مدافعًا عني كالصقر الجارح.
آه يا خال منير، ما زلت أستحضر جيدًا ذكرى عام 2002، حين تم اختيارنا معًا من قِبل إدارة نادي فحمان الرياضي بمودية – محافظة أبين – للانضمام إلى صفوفه ومواصلة التدريب. كنتَ رأس الحربة يا تاج رأسي، وكنتُ أنا ظهيرًا أيسر ، وفي الليلة نفسها، وصلتني دعوة من الكابتن باسل عوض الزامكي، لاعب نادي التلال، للالتحاق بأشبال نادي التلال لكرة القدم. كم كانت تلك اللحظات مفعمة بالفخر، والفرحة تغمرنا، ذكريات راسخة لا تمحى.
واليوم، أكتب عنك وخيوط الدمع المنهمره تحجب عني رؤية الحروف على هاتفي ، والقلب يعتصره الألم لفراقك، والعبرات تخنقني، آه كم أشتاق إلى ضحكتك، وإلى سماع صوتك، وإلى بشاشة وجهك.
أتذكر يوم وداعك جيدًا، حين كان جسدك الطاهر مسجّى بالكفن، وأنا أحدّق في ملامحك، غير قادر على أن أكتفي من النظر إليك أو أن أتركك تُوارى الثرى ، احتضنتك إلى صدري وأنت جثة هامدة بلا حراك، وانفجرت عيناي بالبكاء الذي لم ينقطع عنها حتى اليوم ، وأنا الذي لم أعتد البكاء .
اعذرني يا خال، فوالله ما عدت اقوى على نوائب الزمان حينما اتذكر انك فارقت عالمي، ولم تعد أناملي المرتجفة تقوى أن أكتب عنك ما يختلج في قلبي ، ولم اعد قادراً على النظر إلى الحروف من شاشة هاتفي بشكلٍ جيدًا من غزارة الدموع التي تملأ عينيّ،
وداعًا يا حبيبي، عزائي أنك في جنات النعيم بإذن الله.
أسأل الله الرحمن الرحيم، رب العرش العظيم، أن يتغمدك بواسع رحمته، ويسكنك أعلى الفردوس.
إنا لله وإنا إليه راجعون. والحمد لله رب العالمين.