بعد التهديد.. هل يغزو ترامب بنما؟
انتقدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لبنما، متسائلة ما إذا كان ينوي غزوها؟.
وكان ترامب وجه تهديدات لبنما، التي تعد حليفة الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى، متوعدًا إياها بالعقاب والغزو واستعادة القناة، "إذا لم تلبَّ مطالبه".
وقال ترامب: "لقد تم التعامل مع قواتنا البحرية وتجارتنا بطريقة غير عادلة وغير حكيمة للغاية؛ الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة وغير عادلة إلى حد كبير، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي الذي منحته الولايات المتحدة لبنما، وأقول: هذا الغش الكامل لبلدنا سيتوقف على الفور."
وأضاف: "سنطالب بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالكامل وبسرعة ودون أدنى شك. لن أقف من أجل ذلك. لذا، أرجو من المسؤولين في بنما أن ينتبهوا لذلك".
وتساءلت الصحيفة عمّ يقترح فعله، وهل يقصد غزو بنما وهل يريد ان يُعيد الأمريكيتين على صورة ويليام ماكينلي وتيدي روزفلت مرة أخرى؟.
وذهبت إلى أن ادعاء ترامب بأن بنما تتلاعب بالأمريكيين لا أساس له من الصحة، حيث تدفع كل سفينة، بغض النظر عن علمها، الأجر نفسه حسب الحمولة والنوع.
وتدفع سفن الحاويات، التي تحمل بضائع تامة الصنع، أكثر من ناقلات البضائع السائبة، نحو 75% من السعر الإجمالي عبارة عن رسوم و25% لخدمات مثل القاطرة أو مرافقة القاطرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما تنازلت الولايات المتحدة عن القناة لبنما في عام 1999 بموجب معاهدة تم التفاوض عليها في السبعينيات من قبل جيمي كارتر، كان هناك قلق من أن البلاد لن تتمكن من تشغيل طريق العبور الحيوي، لكن أداء هيئة قناة بنما كان طيبًا من خلال حماية استقلالها المؤسسي عن الحكومة وتشغيلها كشركة تجارية.
وتتم مراجعة ميزانية القناة من قبل مجلس إدارتها ومجلس وزراء الرئيس والكونغرس البنمي، ويتم تحويل الأرباح الزائدة إلى خزائن الحكومة.
كما أن هيئة القناة مستقلة ماليًّا وإداريًّا عن الدولة، وتم تخطيط وبناء المجموعة الثالثة من الأقفال، التي افتتحت في عام 2016، من قبل هيئة القناة، وليس من قبل بنما.
وتابعت الصحيفة أن بحيرة جاتون تعتبر ضرورية لتشغيل القناة، وتوفر أيضًا 60% من المياه الصالحة للشرب في البلاد، ولها الأولوية على شركات الشحن.
وعندما أدت موجة الجفاف بسبب ظاهرة النينو، التي بدأت في يونيو/حزيران 2023 واستمرت لمدة عام، إلى انخفاض منسوب المياه في البحيرة، اضطرت هيئة القناة إلى خفض عدد عمليات العبور اليومية بشكل حاد.
وتُقدر خسارة إيرادات هيئة القناة وقتها، وفق خورخي كويجانو، المدير السابق لقناة بنما، بنحو مليار دولار.
وللحفاظ على قدرتها التنافسية ومساعدة العملاء على طرح منتجاتهم في السوق، اعتمدت الهيئة مزادًا عبر الإنترنت للحصول على تصاريح المرور السريعة، لأولئك الذين كانوا على استعداد لدفع المزيد عبروا ممرات الشحن بشكل أسرع، واضطر آخرون إلى الانتظار أو استخدام طرق بديلة حول رأس الرجاء الصالح أو عبر قناة السويس.
وقالت الصحيفة: إذا أراد ترامب الضغط على أسعار بنما، فعليه أن يطالب الحوثيين بوقف إطلاق الصواريخ على السفن التجارية في .
ولفتت إلى أنه عندما كانت القناة في أيدي الولايات المتحدة، قامت بتعديل الرسوم للوصول إلى نقطة التعادل، لكن اليوم لا تستطيع هيئة قناة بنما الاعتماد على الحكومة الأمريكية في أعمال الصيانة أو النفقات الرأسمالية.
وشككت الصحيفة في كون ترامب يعرف الكثير عن آلية تشغيل القناة، وقالت إنه مشهور بخروجه لجذب الانتباه وإثارة موضوع قومي.
ورأت أنه قد يكون يشعر بالقلق إزاء نفوذ الصين المنتشر في أمريكا اللاتينية، وهو أمر حقيقي وليس في مصلحة الولايات المتحدة، حيث يتم تشغيل اثنين من موانئ الشحن الخمسة بالقناة كامتياز من قبل شركة وامبو هتشيسون، وهي شركة مساهمة عامة في بورصة هونغ كونغ، في حين تدير المصالح التجارية الأمريكية وسنغافورة وتايوان ثلاثة موانئ أخرى.
ورغم أنه من الصعب معرفة مدى جدية التعامل مع انتقادات ترامب، فإن التهديد بالاستيلاء الذي يتطلب الغزو قد يسبب مشاكل أكثر مما يتخيل، بحسب تأكيد الصحيفة
إرم نيوز