الكيان الصهيوني وحلفائه وفن صناعة الأعداء …!! 

لقد تم تضخيم حزب الله كقوة صورت لنا أنها قادرة على إلغاء الكيان الصهيوني من الوجود في زمن بسيط وأن هناك عشرات الآلاف من الصواريخ ستنسف البنية الاقتصادية له خلال نصف ساعة كما أوهمنا حسن نصر الله بذلك وفي زمن قياسي انتهى حزب الله ولم تتسبب تلك الصواريخ وقوته بخسائر يوم واحد لهذا الكيان على يد المقاومة الفلسطينية .
 
الآن لم يعد هناك أي عدو للكيان الصهيوني في الوطن العربي بعد سقوط حزب الله والنظام السوري الذي كان محسوب ضمن محور المواجهة وواضح انه تم اتخاذ القرار لصناعة عدو جديد له هي الحركة السلالية الامامية في اليمن .

ما يحدث الان هو تضخيم قوة هذه الحركة ومن يقوم بذلك هو اعلام الكيان الصهيوني والإعلام الغربي حتى تكون عدو خطير أمام الرأي العام الإسرائيلي والغربي  !!! حتى أن إسرائيل لجات الى مجلس الامن لتشتكي من هذه حركة وتطلب تصنيفها حركة ارهابية ، سلام الله على ترامب الذي قال ان صاروخين كفيلين بالقضاء على هذه الحركة.
دعونا ننظر للأمر من منظور الفائدة ونسأل السؤالين التاليين 

ما هي الفائدة التي تعود على الكيان الصهيوني وحلفائه من تضخيم قوة هذه الحركة  ؟ وما هي الفائدة التي تحققها هذه الحركة من قيامها بهذا الدور  ؟

نستطيع تحديد ثلاث فوائد هامة يحققها الكيان الصهيوني وحلفائه  من وراء العدو الجديد الذي يصنعه الان وهي 

اولا ؛
كانت جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزه والضفة الغربية  تتصدر وسائل الإعلام العالمية وكانت الرأي العام العالمي في كل دول العالم يغلي ضد الكيان الصهيوني وبفضل إيران واذرعها  حزب الله والحركة الحوثية اختفت القضية الفلسطينية من وسائل العلام العالمي من اهتمامات الراي العام العالمي وأصبح الكيان الصهيوني ينفذ خطته في قطاع غزة بكل طمأنينة .
انتهى حزب الله فكان لابد أن يكون له بديل لصرف الأنظار عن جرائم الكيان الصهيوني فتحركت الحركة الحوثية لتقوم بالدور، لاحظ أن التصعيد هذه الحركة جاء بوتيره عاليه بعد انهيار حزب الله وسوريا ويجب مايتم المحافظة عليها حتى يقوم الكيان الصهيونى بأكمال مهمته في قطاع غزة وغيرها ضمن مشروع صفقة القرن مشرع الشرق الأوسط الجديد .

ثانيا :
كان الرأي العام داخل إسرائيل كل يوم يزداد غليان ضد الحكومة الإسرائيلية نتيجة الخسائر التي يتعرض لها في غزة فكانت انتصارات الحكومة الإسرائيلية ضد حزب الله انقاذ لها من غليان الرأى العام داخل إسرائيل والآن يتم تضخيم قوة الحركة الحوثية لإشغال 
الرأي العام الاسرائيلي بان هناك عدو يهدد بقائه وايش عدو يمتلك صواريخ فرط صوتية لم تمتلكها اسرائيل وحتى امريكا وكل اثر هذا العدو تشغيل صفارات الانذار في المدن الإسرائيلية ليهرع المستوطنين الى الملاجىء، فاثر المئات من هذه الصواريخ الفرط صوتية والمئات من الطائرات المسيرة لاتساوي أثر سكين شاب من شباب المقاومة الفلسطينية  .
ثالثا: 
بفضل هذه الحركة أصبح الكيان الصهوني وحلفائه يهيمنون على اهم طؤق الملاحة في العالم وما يعني ذلك من الهيمنة على العالم .
وتلك السفينة التي تم التضحية بها التي أصبحت مزار في الحديدة وتلك التي تم إغراقها  لا تساوي شيء تجاه تلك المكاسب .. الكبيرة التي حققها هذا العدو الجديد .

المكاسب التي حققتها الحركة الحوثية من قيامها بهذا الدور اهمها :

اولا : صمت الغرب على جرائمها 
فجرائم هذه الحركة بحق الشعب اليمني تعتبر من ابشع الجرائم عالميا ولو سلط هذا الكيان وحلفائه اعلامه عليها لتمكن من تشكيل تحالف دولي ضدها وتم القضاء عليها وجر قياداتها الى المحاكم الدولية مهما كانت قوتها  .

ثانيا : لم يعد خافيا على أحد أن الكيان الصهيوني وحلفائه هم من يقومون بحماية هذه الحركة من خصومها ، ولو رفع الغرب الغطاء عنها لتمكن خصومها من التهامها خلال أسبوع واحد ، فكيف يمكن أن تكون هذه الحركة إرهابية وتهدد الكيان الصهيوني ومصالح الغرب ، ويتم الضغط عليها وعلى خصومها للدخول في خارطة طريق للسلام اي العمل على حمايتها مالكم لا تعقلون 

ثالثا :
 بعد انهيار حزب الله والنظام السوري كانت هذه الحركة في حالة استنفار وترقب لثورة شعبية ضدها فكانت الغارات الغربية والصهيونية هي إنقاذ لها وتخدير الشعب اليمني بأن نهاية هذه الحركة ستكون وشيكه على يد الغرب والكيان الصهيوني  وأن الغرب سيطلق يد خصومها للانقضاض عليها وأصبحت هي تعد عدتها لهذه المواجهة وكل ذلك وهم يخدر جماهير الشعب الذي ينتظر بفارغ الصبر لليوم الذي تنتهي فبه هذه الحركة حتى لوكان ذلك على يد الكيان الصهيوني .

اخيرا من يعتقد ان الكيان الصهيوني وحلفائه سوف يفرطون بهذا العدو الجديد العرطه قبل ان يتم تحقيق الأهداف الذي صنع من اجلها فهو واهم .
26 ديسمبر 2024م