تحولات إقليمية وظروف داخلية.. لماذا يصمت حزب الله عن خروقات إسرائيل؟
رأى خبراء، أن هناك عاملين رئيسين يعيقان رد حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها لبنان، هما التغيرات بالمنطقة والإقليم، وظروف الوضع الداخلي.
وقال الخبراء، إن "السياسة الداخلية في لبنان والتغيرات السياسية الإقليمية والدولية تعيق حزب الله من القيام بأي خطوة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان".
ورأوا أن "إيران تفقد أذرعها الواحد بعد الآخر والخطر يقترب إليها يوميًّا، كما أن الحزب لن يستطيع مواجهة الداخل اللبناني إذا ما قرر العودة إلى حمل السلاح والمواجهة".
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، دخل وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، وذلك بعد أكثر من عام من التصعيد.
ومنذ ذلك الوقت، تستمر إسرائيل في خرق بنود الاتفاق، وفقًا للتقارير.
التغيرات السياسية
وقال المحلل السياسي عبد النبي بكار، إن "الأوضاع العسكرية الراهنة في جنوب لبنان أصبحت رهينة التبدلات السياسية الإقليمية والدولية، وبالتالي فإن أي خطوة يقوم بها أي طرف ستكون مرتبطة بالتبدلات المذكورة".
وقال بكار لـ"إرم نيوز"، إن "حزب الله غير قادر حاليًّا على القيام بأي خطوة تجاه التطورات العسكرية وخروقات الجيش الإسرائيلي، فوضع أذرع الحرس الثوري الإيراني بات صعبًا".
وأضاف أن "حزب الله لن يقوم بأي خطوة قد تزيد الضغوط الدولية عليه وعلى ما تبقى من أسلحته وعناصره، خاصة أنه لن يتلقى أي دعم خارجي بسبب التغيرات العسكرية على الأرض، والتي قطعت عنه خطوط الإمداد التي كانت تصله من إيران والعراق عن طريق سوريا".
اعتبارات داخلية
بدورها، قالت المحللة السياسية آلاء القاضي، إن "الوضع الداخلي اللبناني يمنع أي تصرف أو رد عسكري من حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي على خلفية الخروقات اليومية التي يقوم بها".
وقالت القاضي لـ"إرم نيوز"، إن "معارضي حزب الله ومعهم جزء ليس بقليل من مناصريه، يرفضون الحرب بشدة، خاصة بعد الدمار الكبير الذي أصاب العديد من المناطق اللبنانية، إذ تم مسح بلدات كثيرة بشكل كامل، ولا يزال مصير عودة السكان مجهولًا إلى الآن".
وأشارت إلى أن "قيادات الحزب الحالية تعلم جيدًا أن إسرائيل عجزت عن القضاء عليه كليًّا بالسلاح، لكن هذه المرة فإن السياسة ستكون الضربة القاضية له، فلن يخسر تفوقه العسكري على باقي الأحزاب اللبنانية، بل سيفقد أيضًا سطوته السياسية وسيطرته على المجلس النيابي والحكومة، وقدرته على التأثير في القرارات الأساسية والمصيرية، ومن بينها التأثير على اختيار المرشح للرئاسة بعد هيمنته على هذا القرار طيلة السنوات الماضية"
وتوقعت القاضي، أن "يلجأ حزب الله من دون شك إلى التواري عن الأنظار لفترة ليست بقصيرة، وسيكتفي ببعض التصريحات الإعلامية التي سيحاول من خلالها الحفاظ على ماء الوجه".
وتابعت: "في الوقت نفسه سيحمّل حزب الله الدولة اللبنانية مسؤولية ما يجري من خروقات وتعديات إسرائيلية، مع التلويح بعدم قدرة الجيش اللبناني على مواجهة الجيش الإسرائيلي أو إخرجه من المناطق التي احتلها".
وكالات