هل أخطأ الشرع بحق وزيرة خارجية ألمانيا ؟
بقلم د/ سعيد سالم الحرباجي
قيل: ( من الصعب إقناع الذبابة أنَّ الزهور أفضل من القمامة ) !!!
تذكرت تلك المقولة وأنا أرى ، وأسمع ، وأشاهد ردود بعض ( الذباب) وهم يتركون تلك الأزاهير الجميلة التي تزدان بها دمشق اليوم ، ويبحثون عن أكوام القمامة .
فماذا فعل الشرع حتى تتحرك أسراب الذباب كي تتطاول عليه ، وتنال منه ؟
كل ما في الأمر أنَّ الشرع لم يمد يده كي يسلم على وزيرة خارجية ألمانيا !!!
فهل أخطأ الرجل بحق الوزيرة ؟ وهل ارتكب جرماً ؟ أم هل فعل فعلة مخلة بالشرف ؟
ما يعتقده العقلاء ، والأسوياء.... أنَّ ذلك التصرف هو موقف رجولي ، بطولي يبعث على الفخر والاعتزاز .
ففي الوقت الذي تحاول فيه أسراب الذباب أن تقنعنا أنَّ ثقافة الغرب ، وتقاليد الغرب ،وعادات الغرب.....هي خير من قيمنا وأفضل من تقاليدنا وأجمل من تعاليم ديننا ، بل وتذهب بعيداً لتؤكد أنَّ اتَّباعها هو مؤشر على التطور ، والرقي ، والثقافة !!!
يظهر الشرع وهو معتز بدينه ، فخور بتعاليم شريعة ربه ، ثابت على نهج نبيه ، ناقلاً رسالة للعالم أجمع مفادها ........ هذه هي قيمنا ، هذه هي تعاليم ديننا ، هذه هي شريعة نبينا ...
كأنَّه يقول : حان الوقت كي يصغي لنا العالم .
فما الذي أغاظكم ؟ وما الذي أزعجكم ؟ وما الذي أثار حفيظتكم ؟
وأين الخطأ الذي ارتكبه الشرع ؟ وأين العار الذي لحق بالأمة بسببه ؟
قبحكم الله ....ما أتعسكم !!
إذا افترضنا (جدلاً ) أنَّنا حاكمناكم إلى منطقكم ، وحاججناكم إلى قناعاتكم أنتم .
ألستم تدعون إلى الحرية الشخصية ؟
ألستم تستميتون بالدفاع عن حرية الفكر ، والمعتقد ؟
ألستم ترون بوجوب ترك فرصة للشواذ أن يعبروا عن آرائهم ، وأن يمارسوا سلوكهم المنحرف بكل حرية ؟
ألستم ترون أنَّ الدعارة ، والعري ، والتبرج من أساسيَّات الحضارة ٫ والرقي ، والتقدم ؟
فبحسب منطقكم ...
الشرع مارس حريته الشخصية .
فلماذا - إذا - تعيبون عليه ذلك ؟
رحم شوقي حينما قال :
أحرام على بلابله الدوح **حلال للطير من كل جنس .
أليس من حقه أن يمارس معتقادته ، وأن يعلن عن معتقداته ، وأن يعتز بقيمه ؟
الشواذ أحرار في إعلان سلوكهم المنحرف علناً ...... بل ويتبنى الترويج لتلك التصرفات الوقحة مراكز إعلامية عالمية .
المرأة حرة في أن تتبرج كيفما تشاء .
والمسلم حرام عليه أن يُظهر تعاليم دينه، أو أن يطلق لحيته !!!
مالكم كيف تحكمون ؟
وبأي منطق تتحدثون ؟
تباً لكم وألف تب !!
فأنتم هنا أمام خيارين لا ثالث لهما ...
إمَّا أن تثبتوا على ما تدَّعون ...فتتركوا الكل يعبرون عن آرائهم الشخصية (إسلاميين و يساريين ) ويظهرون قناعاتهم العقدية ، والفكرية ، والسلوكية بكل حرية ...
أو أنكم أدوات رخيصة تنفُّذون أجندات خارجية .
حاولوا أن ترسو على بِرٍ ...حتى نستطيع التحاور والنقاش معكم .
لأكثر من سبعة عقود ومدٌعو الثقافة ،والحداثة يعملون ليلاً ونهاراً للنيل من هويتنا ، والانتقاص من تعاليم ديننا ، والإستهزاء بشريعة ربنا ، وتحريف أفكارنا ، والتطبيل لثقافة غيرنا ...
فأنتجوا جيلاً ممسوخ الهوية ، مفصولاً عن تاريخه ، معزولاً عن ماضيه ، منسلخاً عن دينه ..
فكانت النتيجة ...هذه المآسي التي تكبدها العالم العربي والإسلامي ، وضياع القدس ، وعربدة اليهود ، وارتهان الحكام للشرق ، والغرب .
ولقد رأينا كيف يتسابق ( ما نسميهم حكاماً ) لخطب ود الأعداء ، وكيف يظهرون أمامهم كالفراخ مفزوعة من صغر .
وهذا ما أكده عبدالباري عطوان في مداخلة له عبر إحدى القنوات الفضائية حيث قال :
" يجلس وزراء خارجية العرب أمام كندوليزاريز وزيرة خارجية أمريكا ...وكأنهم أطفال في صف دراسي "
اليوم يخرج للعلن من يقف نِداً لأعداء الأمة ، ويظهر اعتزازه بدينه ، وقيمه ، وتعاليم شريعته ، ويضطر الكل للتخاطب إليه ، والجلوس معه ، بل وخطب وده ، ونيل رضاه .
وقد رأينا كيف أصبحت دمشقاً ...ِقِلبةً لدول العالم ، وسمعنا الخطاب المؤدب مع سوريا من قبل رئيس روسيا ...
ومع كل ذلك ، ورُغم كل ذلك لا يزال البعض يقف في خندق أعداء الأمة ، ويسلط لسانه ، وقلمه للأنتقاص من هذا الإنجاز الذي حققه الثوار في سوريا .
فعحباً لكم ،،،
فمتى تغادرون شُرنقة العبودية ، وتنهلون من مناهل الحرية ؟؟!!
جربوا الحرية ...
ما ألذ طعمها !!!