الرزق والتعليم

في عصرنا هذا نرى كثيراً من الناس وكذلك في الأيام القديمة وحتى الشعراء قديماً وحديثاً كانوا يتقولون بهذه المفاهيم الخاطئة فكانوا يخلطون بين هاذين المفهومين وهما الرزق والتعليم ، فانظر إلى قائلهم في الأشعار والأساطير بلهجتهم الشائعة والدارجة :
( قال الحميد بن منصور مارزق يأتي لجالس ... ما يأتي الا لسلطان ولا فقيه امدارس ) فكانوا يظنون أن الرزق مربوط بالتعليم وهذا مفهوم خاطىء .

لذلك تعتبر هذه مفاهيم مجتمعية خاطئة لابد من تصحيحها ، فكثير من أفراد المجتمع يخلطون بين مفاهيم الرزق والتعليم فيترتب على ذلك سلبيات واشكاليات متعددة ومختلفة تؤثر على الأسرة والمجتمع .

فالأفراد الذين يخلطون بين الرزق والتعليم تكون لديهم أخطاء في الجانب الديني والعقدي المتعلق بالرزق ولديهم ايضاً أخطاء وسلبيات في الجانب التربوي والتعليمي فيؤثرون بهذه المفاهيم على تربية وتعليم ابنائهم .

أما سلبيات التعليم المربوطة بالرزق فالأب والأم على سبيل المثال هم الذين يقللون من دافعية التعليم وحبه لدى ابنائهم فيشعرونهم ويحسسونهم بان رزق التعليم ووظيفته ضيئلة جدا لا تفي بشيء وما يعلمون هذان المسكينان بان لا رابط بين الرزق والتعليم البتة .

فمفهوم الرزق من مأكل ومشرب وملبس وأموال ومسكن ، اي كل ما ينتفع به الإنسان في حياته فقد تكفله الله سبحانه وتعالى فكتب له أربعة أشياء في الدنيا من المحيا حتى الممات ( الرزق والاجل والعمل والشقاء والسعادة ) وانت لا تزال علقة ثم مضغة في بطن أمك فلا تحمل هماً ولا حزناً تجاه ذلك المفهوم .

ففي المجتمع أناس لا يحملون مؤهلات علمية ولكن الرزق يأتيهم رغداً من كل مكان يمتلكون المصانع والشركات وأفضل البيوت والسيارات ، وفي المجتمع كذلك من يحملون أعلى الدرجات والمؤهلات الجامعية ولكن لديهم الرزق القليل الذي يسد جوعهم ورمقهم فقط .


فاين الخلط والصلة بين الرزق والتعليم . فالتعليم هو تهذيب النفس البشرية وتعديل السلوك وصلاح القلوب وكسب العلم والمعرفة وتكوين شخصية عصرية تواكب تطورات العلم والمجتمع .