الشيخ علي حسن هيثم: فقيد الخير وعنوان العطاء
(أبين الآن)خاص
كتب / عبدالله سالم النهدي
الشيخ علي حسن هيثم، اسم يتردد في مجالس أهل منطقتي صرة النخعين والحميشة وما جاورها من أرض آل بالليل، ليحمل معه سمعة طيبة وذكرًا عطرًا. فهو رجل اجتمعت فيه مكارم الأخلاق، ورمز اجتماعي يحظى باحترام وتقدير الجميع. كل من عرفه أو حتى سمع به لا يملك إلا أن يشيد بفضله وكرمه. الشيخ علي حسن هيثم ليس مجرد اسم، بل هو عنوان للخير والمعروف، ورجل وهب نفسه لخدمة الناس وسد احتياجاتهم، دون أن ينتظر منهم جزاء أو شكورًا.
وقد كان الشيخ علي حسن هيثم مثالًا للرجل الذي يحمل هموم مجتمعه على عاتقه، فلا يدخر جهدًا في تقديم العون والمساعدة لكل محتاج، ولا يتوانى عن الوقوف إلى جانب من يلجأ إليه. كان وجوده في أي مجلس يبعث الطمأنينة في النفوس، وكلماته تسري كبلسم يخفف عن القلوب. إن سيرته العطرة وأفعاله النبيلة جعلت منه قدوة يُحتذى بها، واسمه محفورًا في ذاكرة كل من عرفه، كرمز للكرم والتواضع ونقاء السريرة.
لقد رحل الرجل عن هذه الدنيا، ورحلت معه كثير من دروب الخير التي كان يصنعها كي يسلكها المحتاجون، تاركًا خلفه فراغًا كبيرًا لن يملأه أحد. كان الشيخ علي حسن هيثم نبراسًا يهتدي به الناس في أوقات الشدة، ويدًا ممدودة لكل من احتاج العون. برحيله فقد المجتمع السند الذي طالما وقف إلى جانبهم في أحلك الظروف، وافتقدوا القلب الكبير الذي كان يحتضن همومهم، ويبحث عن حلول لكل مشكلاتهم دون كلل أو ملل.
لقد كانت خسارة الشيخ علي حسن هيثم فادحة، ليس فقط لأسرته ومحبيه، بل لكل من عرفه أو حتى سمع بذكره. كان رحيله بمنزلة غياب شجرة وارفة الظلال، يستظل تحتها الجميع. ترك بصمة لا تُنسى في نفوس أهل المنطقة، فقد كان رجل المعروف الذي لا يرد سائلاً ولا يتوانى عن خدمة الناس. غاب الجسد، ولكن أعماله الخيّرة ستظل شاهدة عليه، وستبقى ذكراه حيّة في القلوب، تلهم من بعده لمواصلة طريق الخير الذي أسسه.
رحل الشيخ علي حسن هيثم وخلف رحيله غصة في القلوب، وحزنًا عميقًا يثقل كاهل كل من عرفه أو سمع به. إن فقدانه ليس مجرد غياب شخص، بل هو غياب رمز للخير والكرم والتفاني. نعجز عن التعبير بالكلمات عن الأسى الذي نشعر به لرحيل رجل كان كالجسر الذي يعبر عليه الناس نحو الأمل، والملاذ الذي يلجأون إليه في أوقات الحاجة. نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومجتمعه الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل.