جربة الشُرك ماتنجح
.جربة الشرك ( بضم الشين ) هكذا كان يرددها اجدادنا ، وهذا المثل لم يات من فراغ بل من تجارب تعلموها في موكب الحياة ، والجربة قطعة ارض زراعية مشتركة بين اثنين ومن الطبيعي الاختلاف في طبائع البشر فمنهم الشهم المتحلي بالاخلاق التي تفرض عليه التصرف وفق ادبيات بنود الشراكة ومنهم الجشع الشره في حب الذات الذي يسارع بالتقاط السبول من على سيقانه قبل نضوجه لانه يظن في قرارة نفسه ان الشريك سيقدم على الالتقاط قبله وبهذا السباق تفشل الشراكة في الجربة ولاتات ثمارها مثل غيرها .
وهكذا هي حكومة المناصفة التي ظن البعض بانها ستخرج البلاد من وضعها وتفيق العباد ولكن ذلك لم يحصل والسبب الاختلاف في طبيعة الخلق الذي يتحلى به كل من فريقي الشراكة في حكومة المناصفة ، فالفريق الجنوبي من الوزراء تربى وتعلم واكتسب معارفه الثقافية في مجتمع توارث الصدق في القول والفعل المحمود ومن الطبيعي ان يظل ذلك مغروس في وجدان الاجيال مهما حاول البعض منهم القفز محاولاً تجاوز ماجبل عليه من موروث ثقافي نبع من فكر اصيل ومثل هذا المحاول تراه يعود الى صوابه عند اقرب نقطة صدام مع من جبل على ثقافة باطنها المكر والخداع والتحايل على الشريك وظاهرها الاستحواذ على حقوق الشريك بشراهة المنتقم من الذي اواه وفتح له صدره واسكنه في حجره وفتح له خزائن ارضه يقتات منها وينعم بجوها يسرح ويمرح فيها تحرسه عيون الابطال من شباب الجنوب ، ولكن مع كل ذلك يظل المتلقون للفكر المغاير عازفون عن الانتقال من مربعات الكيد والفتنه والحقد على كل جميل يرونه في الانسان المضيف لمن لم يحسنون في رد الجميل . وهذا مالاحظناه من رشاد العليمي ومعين عبدالملك والوزراء والحاشية التابعه لهم من الذين لازالت عقولهم موسومة بوهم عودة الجنوب الى باب اليمن في ظل وحده يرسمونها من الخيال الذي اعمى بصيرتهم حتى انساهم انهم ضيوف وسيرحلون وحينما لم يدركون ان الحكومات اعمارها قصيرة ومثلها حكومة المناصفة التي اوشكت على الرحيل تحمل معها فجورها الذي مارسته على الشعب الذي اكرمها ولم تكرمه وسعت في دماره الى ان ضاق بها ، وما اراه اليوم الا راميها خلف اسوار الجنوب العربي في الوقت الذي لا تجد خلاله ماوى نتيجة تخاذلها وعدم العمل بجدية المحافظ الحقوق وعلى حماية الارض والعرض ودحر من احرمهم من العيش على ترابها .