النور الساطع ! (١)

بقلم: حسين السليماني الحنشي 

كان الجهل يعم البشرية جمعاء، وكانت بعض الفنون التي لازالت تقاوم في تلك الحقب، تذبل... ومن هذه الفنون الكتابة وفنون أخرى كانت تهتم بها بعض الشعوب... مما جعلها مميزة بين الشعوب، ويقصدها الناس لما فيها من متطلبات يرغبون في الحصول عليها.[ خذوا العلم ولو في الصين].
بينما كانت العرب في جهل وبُعد عن تلك الفنون ومن أهمها القراءة والكتابة. حتى أطلق على تلك الحقبة الزمنية بالجاهلية، وكانت فترة زمنية بائسة، حيث وقفت بكل ثقلها ضد التنوير ومنعت الخروج منها وأصبحت مجتمعات مغلقة، وأوجبت التعامل بعفنها الذي لايطيق الجلوس معه إلا فاقد العقول، وكانت الشعوب تطلق على العرب بالأميين، ورغم عدم معرفتهم بالعلوم، إلا أنها لازالت سلوك حميدة عند العرب، منها رفع  الظلم وإغاثة الملهوف والكرم وغيرها كانت من المزاياء الحميدة، بل ويرفع من قيمة الأشخاص الذين يتسمون بها ... لكن هناك في المقابل وجود أشخاص لا يستهان بهم يتصفون بالبطش مثل القتل والسلب والنهب، وكانت بعض التقاليد تدعم تصرفاتهم ؛ لأنهم أحرار ، وغيرهم مستويات يمكن التغاضي عنها...
فعاش هؤلاء فترة من الزمن وهم على هذا الحال من الجهل (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوم ) فكانت حياة لاتحسد، فهم يعيشون حياة التخلف، والى جانب ذلك كانوا يعبدون الأوثان والاصنام، وكان التطير والتشاؤم يرونه في أي صورة ...
بين تلك الأثقال التي قتلت كل شيء جميل ، حتى وصل بالأب دفن ابنته حية، فأي حياة تجدها هنا؟ بالطبع لا توجد حياة، ومن المستحيل أن يأتي من يجدد مسار الحياة لهم، فكيف يبدأ والكل يتبع تقاليد وعادات لابد من الموت في سبيلها!
أنها صورة معتمة لا ترى فيها الألوان الزاهية، بل ترى سواد الليل الذي لا نهار بعده!
فهل من المعقول أن يأتي منهم من يغير مجرى التاريخ ؟
وهل من المعقول أن يصبح هؤلاء رموزاً للإنسانية، لم تشهد الأرض مثلهم؟!