وفاة فضيلة الشيخ العلّامة المُحدّث الجليل ابو_اسحاق_الحويني (حجازي بن محمد بن شريف)

أبين الأةن: متابعات
توفي الشيخ العلامة المحدث حجازي محمد يوسف شريف المكنّى بأبي إسحاقَ الحُوَينيّ ( 1375هـ/ 1956 م (رحمه الله)
السيرة الذاتية للشيخ أبي إسحاق الحويني:
عائلتهولد أبو إسحاق حجازي بن محمد بن يوسف بن شريف الحوينيّ في أسرة ريفية بسيطة، ، وقد كان والده متزوجا بثلاث (كان أبو إسحاق من الأخيرة وكـان الأوسط -الثالث- بيـن الأبناء الذكور الخمسة) وكان متدينا -كحال عامة القرويين آن ذاك .
ويذكر أنّ سرقة محصول القطن كانت مشهورة في ذلك الحين، وكان الأبّ يمشي مرة بجانب حقله فرأى شخصا يأخذ قطنا منه، فما كان منه إلا أن اختبأ حتّى لا يراه هذا الشخص، ولم يروّعه حتّى أخذ ما أراد وانصرف!
(وإسحاق هذا ليس بولده، إنما كنّي به تيمّـنا بكنية الصحابيّ سعد بن أبي وقاص ويلقب الحويني نسبة لقرية حوين بكفر الشيخ.[1]
هوَ: أبو إسحاقَ حجازيْ بنُ محمدِ بنِ يوسفَ بنِ شريفٍ الحوينيُّ المصريُّ (وإسحاقُ هذا ليسَ بولدِهِ، إنمَا تكنَّىٰٰ الشيخُ بِهِ تيمُّـناً بكنيةِ الصحابيِّ سـعدِ بنِ أَبيْ وقاصٍ رضي الله عنه، وكنيةِ الإمامِ أبيْ إسحاقَ الشاطبيِّ -رحمهُ اللهُ-). ووُلدَ يومَ الخميسِ غرةِ ذي القَعدةِ لعامِ 1375هـ، الموافقِ 06 / 1956م بقريةِ حوينٍ بمركزِ الرياضِ منْ أعمالِ محافظةِ كفر الشيخِ بمصرَ.
مؤهله العلمي
أدخل المدرسة الابتدائية الحكومية غير الأزهرية بقرية مجاورة (الوزارية)، تبعد حوالي 2كم عن حوين، مضّى فيها ستّ سنوات، وانتقل إلى المرحلة الإعدادية في مدينة كفر الشيخ (تبعد عن حوين ربع الساعة بالسيارة) بمدرسة الشهيد حمدي إبراهيم الإعدادية، بدأ في السنة الأولى منها كتابة الشعر ، ومنها إلى المرحلة الثانوية بالقسم العلميّ بمدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية.بعد إنهاء الدراسة الثانوية تردّد بين كليات حتّى استقر على كلية الألسن قسم اللغة الإسبانية بجامعة عين شمس بالقاهرة، والتي لم يخرج عن الثلاثة الأول في السنين الثلاثة الأولى وفي الرابعة نزل عنهم، وتخرّج فيها بتقدير عام امتياز. وكان يريد أن يصبح عضوا في مجمع اللغة الأسباني، وسافر بالفعل إلى أسبانيا بمنحة من الكلية، ولكنّه رجع لعدم حبّه البلد هناك.
الرحلة العلمية
في القرية والمدينة (مراحل ما قبل الجامعة)، لم يكن هناك اهتمام منه ولا من أحد بالعلم الشرعيّ، حتّى سافر في أواخر العام الأخير من الدراسة الثانوية (سنة 1395 هـ / 74-1975م) إلى القاهرة ليذاكـر عند أخيه، وكان يحضر الجمعة للشيخ عبد الحميد كشك في مسجد 'عين الحياة'. ومرة، وجد بعد الصلاة كتابا يباع على الرصيف للشيخ الألباني كتاب "صفة صلاة النبيّ من التكبير إلى التسليم كأنّك تراها"، فتصفّحه ولكنّه وجده غاليا (15 قرشا) فتركه ومضى، حتّى وقع على التلخيص فاشتراه، فقرأه ولما أنهى القراءة، وجد أنّ كثيرا مما يفعله الناس في الصلاة وما ورثوه عن الآباء - متضمنا نفسه، خطأ ويصادم السنة الصحيحة، فصمّم على شراء الكتاب الأصليّ، فلمّا اشتراه أعجب بطريقة الشيخ في العرض وبالذات مقدمة الكتاب، وهي التي أوقفته على الطريق الصحيح والمنهج القويم منهج السلف، والتي بسط فيها الشيخ الكلام على وجوب اتباع السنة ونبذ ما يخالفها ونقل أيضا كلاما عن الأئمة المتبوعين إذ تبرؤوا من مخالفة السنة أحياء وأمواتا.
وقد لفتت انتباهه جدا حواشي الكتاب -مع جهله التامّ في هذا الوقت بهذه المصطلحات المعقدة بل لقد ظلّ فترة من الزمن -كما يقول- يظنّ أنّ البخاريّ صحابيًّا لكثرة ترضّي الناس عليه-، فهو، وإن لم يكن يفهمها، إلا أنّه شعر بضخامة وجزالة الكتاب ومؤلّفه، وصمّم بعدها على أن يتعلم هذا العلم علم الحديث.توالت الأيام, ودخل الجامعة، وبدأ يبحث عن كتب في هذا العلم، فكان أول كتاب وقع عليه كتاب "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للإمام الشوكانيّ، فهال أبو إسحاق ما رأى، لقد رأى أنّ كثيرا من الأحاديث التي يتناولها الناس في حياتهم لا تثبت عن النبيّ، عكّر ذلك عليه استمتاعه بخطب الشيخ عبد الحميد كشك، فأصبح لا يمرّ به حديث إلا ويتشكّك في ثبوته. وحتى كان يوم، وكانت جمعة عند الشيخ كشك فذكر حديثا تشكّك الشيخ فيه، فبحثه فوجد أنّ ابن القيم ضعّفه، فأخبر الشيخ كشكا بذلك، فردّ وقال بأنّ ابن القيم أخطأ، ثمّ قال كلمة كانت من المحفزات الكبار له لتعلم الحديث والعلم الشرعيّ، قال: يا بنيّ! تعلم قبل أن تُعلِّم. يقول أبو إسحاق : فمشيت من أمامه مستخزيا، كأنما ديك نقرني! وخرجت من عنده ولديّ من الرغبة في دراسة علم الحديث ما يجلّ عن تسطير وصفه بناني.
وأخذ يسأل كلّ أحد عن أحد من المشايخ يعلّمه هذا العلم أو يدلّه عليه، فدلوه على الشيخ محمد نجيب المطيعي. وأخذ يبحث أكثر عن كتب أكثر، فوقع على المئة حديث الأولى من كتاب "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة" للشـيخ الألباني، فوجد أنّ الشيخ كان يركز على الأحاديث المنتشرة بين الناس والتي لا تصحّ.لاحظ أنّ أحكام الشيخ على الأحاديث ليست واحدة، فمرة يقول منكر ومرة يقول ضعيف ومرة باطل، فأخذ يبحث وينقّب كي يفهم هذه المصطلحات ويفرق بين أحكام الشيخ على الأحاديث، وسأل الشيخ المطيعي، فدلّه على كتابه "تحت راية السنة: تبسيط علوم الحديث"، فأخذه وعرف من حواشيه أسماء كتب السنة وأمهات الكتب التي كان ينقل منها، ومعاني المصطلحات. يقول أبو إسحاق : مكثت مع الكتاب (كتاب الشيخ الألباني) نحو سنتين كانت من أفيد السنين في التحصيل. دراستُهُ النظاميةُأُدخلَ الشيخُ المدرسةَ الابتدائيةَ الحكوميةَ غيرَ الأزهريةِ بقريةٍ مجاوِرةٍ (الوزاريةِ)، تبعدُ حوالَيْ 2كم عنْ حوينٍ، مضَّىٰ فيْهَا ستَّ سنواتٍ، وانتقلَ إلىٰٰ المرحلةِ الإعداديةِ فيْ مدينةِ كفرِ الشيخِ (تبعدُ عنْ حوينٍ ربعَ الساعةِ بالسيارةِ) بمدرسةِ الشهيدِ حمديْ الإعداديةِ، بدأَ في السنةِ الأولىٰ منْهَا كتابةَ الشعرِ، ومنْهَا إلىٰٰ المرحلةِ الثانويةِ بالقسمِ العلميِّ بمدرسةِ الشهيدِ رياضٍ الثانويةِ. ولِبُعدِ المسافةِ، أجَّرواْ (الشيخُ وإخوتُه) شقةً فيْ المدينةِ، يذهبونَ إليْهَا فيْ بدايةِ الأسبوعِ ومعَهُمْ ما زودتْهُمْ بِهِ أمُّهُمْ -حفِظَهَا اللهُ ورعَاهَا- (الزُّوَّادَةُ) ونصفُ جنيهٍ منْ أخِيْهِمِ الأكبرِ.وبعدَ إنهاءِ الدراسةِ الثانويةِ حدثَ جدالٌ حولَ أيِّ الكلياتِ يدخلُ الشيخُ، فتردّدَ بينَ كلياتٍ حتَّىٰٰ استقرَ فيْ قسمِ اللغةِ الأسبانيةِ (وإنمَا كانتِ الأسبانيةَ، حتَّىٰٰ يتساوىٰٰ بالطلابِ فيستطيعُ أن يتفوّقَ عليْهِمْ) بكليةِ الألسنِ بجامعةِ عينِ شمسٍ بـالقاهرةِ، والتِي لمْ يخرجْ عنِ الثلاثةِ الأُولِ فيْ السنينِ الثلاثةِ الأولىٰ وفيْ الرابعةِ نزلَ عنْهُمْ، وتخرَّجَ فيْهَا بتقديرٍ عامٍ امتيازٍ. وكانَ يريدُ أنْ يصبحَ عضواً فيْ مَجْمَعِ اللغةِ الأسبانيِّ، وسافرَ بالفعلِ إلىٰٰ أسبانيا بمنحةٍ منَ الكليةِ، ولكنَّهُ رجعَ لعدمِ حبِّه البلدَ هناكَ. وكان في مراحل طلبه المتقدمة، في الجامعة، يعمل نهارا في محلّ بقالة بمدينة نصر بالقاهرة ليعول نفسه، ويطلب ليلا، لذا، كانت ساعات نومه قد تصل إلى ثلاث ساعات في اليوم!. وكان لحاجته، لا يستطيع شراء ما يبتغيه من كتب العلم.
شيوخه:
أول هؤلاء المشايخ: خاله الشيخ (عبد الحي زيان -رحمه الله-)، وأخذ عليه القرآن.
والأستاذ (عبد الفتاح الجزار -رحمه الله-،) وأخذ عليه اللغة العربية، وكان الشيخ بعدما اشتُهِر بين الناس إذا رأى أستاذه الجزار في المسجد؛ سارع إليه، وقدمه لإلقاء كلمة، فكان الشيخ يُجِلُّه، ويُثني عليه كثيرًا.
والشيخ :(محمد نجيب المطيعي -رحمه الله-،) وأخذ عليه أصول الفقه، وأصول علم الحديث، ودرس عليه ما تيسر من «صحيح البخاري»، و«المجموع للنووي»، و«الأشباه والنظائر» للسيوطي، و«إحياء علوم الدين» للغزالي.
والشيخ (المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-) وهو أقرب مشايخه إلى قلبه، وقد تتلمذ له، وتأثر بكتبه.
وللشيخ رحلتان مشهورتان للشيخ الألباني، الأولى: في شهر الله المحرم «سنة 1407هـ»، والثانية: في شهر ذي الحجة سنة «1410هـ»، وفيهما عشرات المسائل للشيخ مع الشيخ الألباني، والتي تتعلق بعلوم الحديث، وغيره، وقد ذكر الشيخ أنه أخذ للشيخ الألباني ما يقرب من مئتي سؤال في العلل فقط، كما كانت له مع الشيخ الألباني سؤالات أخرى في علوم الشريعة، وبعض الأسئلة في حكم البرلمانات المعاصرة، والأحزاب.
كما جلس الشيخ في الجامع الأزهر لجماعة من أساتذة العلوم الشرعية المختلفة، وكان منهم:
(الدكتور موسى شاهين لاشين -رحمه الله-) والذي كان رئيسًا لقسم الحديث، في كلية أصول الدين، جامعة الأزهر آنذاك.
والتقى الشيخ بنخبةٍ من أكابر علماء أهل السنة، وحضر مجالس لهم، وتعلَّم منهم، وتتلمذ عليهم، وتأثر بهم في العقيدة، والفقه وأصوله؛ منهم:
(الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-)، وقد حضر دروسه بالجامع الكبير، والمسجد الذي كان بجوار بيته بمدينة جدة.
(والشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-)، وحضر دروسه بالمسجد الحرام.
(والشيخ عبد الله بن قاعود-رحمه الله-) والذي حضر الشيخ عنده، وهو يشرح كتاب «البرهان في أصول الفقه»، للإمام الجويني، وكان يقرأ عليه في ذاك الوقت الشيخ صالح آل الشيخ.
(والشيخ عبد الله بن جبرين -رحمه الله-) ممن تأثر بهم الشيخ، وقد التقى به الشيخ في جمع كبير، ألقى الشيخ ابن جبرين محاضرة، ثم تلاه الشيخ، وألقى بعده محاضرة، فأثنى عليه الشيخ ابن جبرين ثناء عاطرًا، حتى استحيى الشيخ من الحضور، وهو يسمع هذا الثناء؛ إذ وصفه الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- «بمُحَدِّث مصر».
مؤلفات الشيخ، ومشاريعه العلمية:
منذ بداية الشيخ في طلب علم الحديث حُبِّب إليه التصنيف، والتأليف، والتحقيق، وتحرير المسائل العلمية، وتتبع أقوال الأئمة، وقد رُزق الشيخُ حُسنَ العبارة والتصنيف، وأفاده في ذلك نشأته الأدبية التي تقدم ذِكرُها، والإقبال على لسان العربِ وأشعارهم وقصصهم وأمثالهم، وقد لاح ذلك حتى في محاضراته ودروسه المتعددة.
وكان من ثمرة هذا الجهد العديد من المشاريع، والمؤلفات، والتي منها ما طُبع، ومنها ما هو مخطوط، ونأتي على ذكر شيء من ذلك، على وجه ضرب المثل لا الحصر:
• فصل الخطاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب، لأبي حفص الموصلي الحنفي
• الأربعون في ردع المجرم عن سب المسلم، للحافظ ابن حجر
• الانشراح في آداب النكاح
• النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
• كتاب في الأحاديث الضعيفة والموضوعة
• -كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء
• نهي الصحبة عن النزول بالركبة
• البعث، لعبد الله بن أبي داودالأربعون الصغرى، للبيهقي
• غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود
• بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي
• طليعة سمط اللآلئ في الرد على محمد الغزالي
• كتاب الصمت وآداب اللسان، لابن أبي الدنيا
• فضائل فاطمة رضي الله عنه، لابن شاهين
• صحيح القصص النبوي
• الأحاديث القدسية الأربعينية، لملا علي القاري
• جزء في تصحيح حديث القلتين والكلام على أسانيده، للحافظ العلائي
• كتاب الزهد لأسد بن موسى
• جزء فيه مجلسان من أمالي لصاحب نظام الملك أبي على الحسن بن علي
• مسند سعد بن أبي وقاص، للبزار
• رسالتان في الصلاة والسلام على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وعقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام
• جزء فيه مجلسان من إملاء أبي عبد الرحمن النسائي
• جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب، لأبي حفص الموصلي الحنفي
• فضائل القرآن، لابن كثير
• الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، للسيوطي
• تفسير القرآن العظيم، لابن كثير
• كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقيات، لضياء الدين المقدسي
• تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد
• فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمى إقامة الدلائل على عموم المسائل
• الفتاوى الحديثية المسمى إسعاف اللبيث بفتاوى الحديثمسند أبي عوانة
• تسلية الكظيم بتخريج أحاديث وآثار تفسير القرآن العظيم
• تعلة المفئود بشرح المنتقى لابن الجارود
• جنة المستغيث بشرح علل الحديث، لابن أبي حاتم
• درة التاج على صحيح مسلم بن الحجاج
• سد الحاجة بتقريب سنن ابن ماجة
• فك العاني بشرح تعليل الطبراني
• العباب بتخريج قول الترمذي: وفي الباب
• فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق
• كنز البخيل بما ورد عن السلف من تأويل آي التنزيلنوح الهديل بشرح ما في سنن أبى داود من التذييل
• كسوة العاري ببيان علة الحذف عند البخاري
• مسند أبي هريرة
• مجَمَّة الفؤاد فيما اتفق عليه الشيخان في المتن والإسناد
• الهدية بشرح صحيح الأحاديث القدسية
• نبع الأماني في ترجمة الألباني
• مسامرة الفاذ بمعنى الحديث الشاذالقول الرجيح في صلاة التسبيح
• القالات الحسان عن ليلة النصف من شعبان
• ما رواه أبو الزبير عن غير جابر، لأبي الأصبهاني
• الفجر السافر على أوهام أحمد شاكر
• كشف الخفاء عما ورد في فضل عاشوراء
• الظل الوريف في حكم العمل بالحديث الضعيف
ثناء العلماء عليه
أثنى على الحويني جماعةٌ من أهل العلم والفضل منهم:
أثنى عليه شيخه الإمام الألباني حيث قال له: «صَحَّ لك ما لم يصحَّ لغيرك»، وأثنى عليه في مواضعَ متفرقةٍ من كتبه ووصفه بصديقنا الفاضل وأثنى على كتابه «غوث المكدود» فقال في «السلسلة الصحيحة» (5/586): ونبَّهَ على ذلك صديقنا الفاضل أبو إسحاق الحويني في كتابه القيِّم: «غوث المكدود في تخريج منتقى ابن الجارود» وقد أهدى إليَّ الجزء الأول منه جزاه الله خيرًا. وذكر الشيخ الألباني أيضًا: أنه من إخوانه الأقوياء في هذا العلم -أي علم الحديث- كما في «السلسلة الصحيحة» (2/720).
وأثنى عليه الشيخ عبد العزيز الراجحي، وسأله سائل فقال: على مَن أطلب العلم في مصر؟ فأجابه الشيخ: «أبو إسحاق الحويني، الشيخ أبو إسحاق مُحدِّث، من علماء الحديث».
وقال الشيخ مشهور حسن آل سلمان: «أشهد الله أن أبا إسحاق من علماء الحديث، ومن أهل الحديث الراسخين فيه، ولم أرَ شيخنا الألباني فرِحًا بأحد كما رأيته فرحًا بقدوم الشيخ أبي إسحاق، ومجالسُهُ مع الشيخ الألباني محفوظة، تُنبِئُ عن علمٍ غزيرٍ، بل عن تدقيقٍ، قلَّ أن يصل إليه أحد».
وقال الشيخ أحمد النقيب عن الشيخ: «الشيخ أبو إسحاق في جملة واحدة: يعيش بالدين، وللدين، وفي الدين، وليس له هم إلا الدين».
وقال فيه رفيقُ دربه في الدعوة الشيخ محمد حسين يعقوب: «ما أحرق أهل البدع إذا سمعوا اسمك، وما أشدَّ ألم أهل السنة إذا غاب رسمك، أنا والحويني أمة واحدة». وقد أثنى عليه من مشايخه، وأقرانه، وتلامذته، ما يطول المقام جِدًّا بذكرهم.
الوفاة:
تُوفِّي الشيخ الحويني مساء يوم الاثنين 17 رمضان 1446 هـ / 17 مارس 2025 م، إثر وعكة صحية استدعت نقله إلى المستشفى، حيث فارق الحياة متأثرًا بحالته الحرجة، نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويُنعم عليه بعفوه ورضوانه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
والحمد لله رب العالمين
د. علي محمد محمد الصلابي
(الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)
الاثنين/ 17رمضان من العام 2025م.