افتقاد الإعلامي معاذ الهنومي في زمن الضوضاء الفجة وأصوات النشاز الشاذة!

في ظل زحمة الضوضاء الفجة، والهرج الممجوج، وأصوات النشاز الشاذة التي تعلو الساحة الإعلامية في حالمين، وغياب صوت العقل والحكمة، صوت الاعتدال والاتزان؛ يبرز في الأذهان طيب الذكر، حسن الخلق أستاذنا العزيز وإعلامينا القدير/ معاذ الهنومي .. الغائب عنا جسداً، الحاضر روحاً وفكراً وذكراً.

الأستاذ معاذ، من أفضل الشباب المتميزين بالأخلاق العالية، والروح النقية الصافية، والفكر المنير المستنير.
كان يمثل الصوت الإعلامي الأول المتزن والمعتدل، سخر جهوده وقلمه وكتاباته في خدمة المديرية، والنهوض بالمجتمع، ومثل الإعلام خير تمثيل في جميع المناسبات الثقافية والاجتماعية والرياضية، كان داعياً إلى لملمة الشتات، وتقريب المسافات، وحل الخلافات، وتوعية المجتمع تاركاً بصمة إيجابية في قلوب الناس.

إننا نفتقد هذا الشاب، وكم نحن بحاجة إلى أمثاله، ممن يُساهمون في عمل الخير، وكف الأذى عن الغير، ويسعون إلى بناء مجتمع أفضل يسوده المحبة والإخاء، والتراحم والوفاء.

الشاب معاذ، كادرٌ متعلمٌ ومثقف، هو كغيره من شُبّان هذا الوطن الجريح الذين حلموا طويلاً بواقعٍ جميل، وهموا بالمساهمة في بنائه، لكنهم انصدموا بسوء واقعهم وحاضرهم الكئيب، لم يجدوا المكانة التي يستحقونها، حُرم كما حُرم كثير من شباب الوطن، بسبب اعتلاء الفاسدين والمتهبشين على جميع مفاصل البلاد ومؤسساتها، فكانت الخيبة والخذلان وفقدان الشغف أسرع إلى نفوسهم!
غادر الأستاذ معاذ هذا البلد على مضض، حاملاً أحلامه وطموحاته وشغفه.. إلى غياهب الغربة!
وهكذا هو حال شبابنا وكوادرنا اليوم، تجدهم مُحاصرين في واقعٍ كئيب تسوده الغوغاء والتفاهة، ويحوطه الفاسدون والمطبلون والمتنفعون والمتهبشون من كل جانب! 
وهم واقعون بين خيارين أحلاهما مر:
إما الهجرة والاغتراب وتأجيل الأحلام إلى أجل غير مسمى، وإما البقاء وتجرع التعاسة والكآبة حتى تفيض الروح إلى بارئها..

نتمنى للأستاذ الإعلامي معاذ الهنومي، ولكل الكوادر الشبابية التوفيق والنجاح دائماً وأبداً.