واثقُ الخُطى يمشي مَلِكاً
هذه العبارة كثير من نسمعها، وكثير ما نقرأها في كل مكان، لهذا السبب في هذا المنشور سوف نتحدث عن هذه العبارة استخدامها في واقعنا اليوم، ونعرف معناها وقيمتها الحقيقية، هذه عبارة تعبّر عن الشخص الذي يتحلّى بالثقة العالية بالنفس، فيظهر في مشيته وثباته، وفي قراراته، واختياراته، وكأنه ملك لا يهتز ولا يخاف، وأيضاً هي تصوير بلاغي جميل يُظهر أن الثقة بالنفس تمنح صاحبها هيبة وجاذبية حتى من دون أن يتكلم.
العبارة تحمل معاني الفخر، والكرامة، والعزّة، وتشير إلى أن القوة الحقيقية تأتي من الداخل – من الثقة والإيمان بالذات.
والحقيقة أن مضمون هذه العبارة في وقتنا الحاضر مع الأسف الشديد لم تؤتي ثمارها، على الأقل مع كثير من بني جلدتنا اليوم، وما الوضع الذي نعيشه اليوم في بلادنا خير شاهد على مدى جدية هذه العبارة عند الكثيرين اليوم.
لقد سُلِبت الثقة، والهيبة، والفخر، والكرامة، من الكثير، ها هم قادة هذا الوطن اليوم مسلوبي الإرادة، ومرتهنين لغيرهم، لا يستطيعوا تغير واقع الناس، ولا يستطيعوا أن يُثبَّتوا أمناً، أو أن يكون لهم رأياً، غير ما يتم إملائه عليهم من الخارج، فهل هؤلاء يصح وينطبق عليهم هذه المقولة ونقول لهم أنتم "واثقي الخُطى تمشون مَلوكاً"؟ لست أدري!! ولأجل هذا سوف أذكر بعضاً من استخدامات هذه العبارة الشهيرة التي يعرفها ويحفظها القاصي والداني، ولكن مفرغة من محتواها ومعناها الحقيقي، إلا عند قلة من الناس عرفوا معناها واستخدامها، ووظفوها بما لها من الاستخدام.
فمثلاً تستخدم:
• في سياق مدح شخص لم يكن بحاجة للكثير من الكلام، حضوره وحده يكفي، فتقول: "واثقُ الخُطى يمشي مَلِكاً".
• في خطاب تحفيزي، لا تدع الشك يُقيدك، سر بثقة، فأنت قادر...، فله نقول:"واثق الخطى يمشي مَلِكاً".
• في وصف قائد أو شخصية بارزة، فتقول دخوله القاعة بكل هدوء وهيبة، وكأن الأرض تمهد له طريقه... واثقُ الخُطى يمشي مَلِكاً.
في الأخير أتمنى أن نحسن استخدام وتطبيق هذه العبارة الشهيرة كي نعطيها حقها على الأقل، لا أن نكون مجرد ببغاوات نكرر ما نسمع دون معرفة وفهم ما نقول..
ودمتم سالمين