بين البيانات والتحديات... اين اليمن من مخرجات القمة الخليجية–الامريكية؟

رغم اهمية القمة الخليجية–الامريكية وسياقها الاقليمي والدولي الحساس، فإن الملف اليمني الذي يمثّل واحدة من اكثر ازمات المنطقة تعقيدا وتأثيرا على الامن الاقليمي والدولي، جاء حضوره باهتا في البيانات وغاب تماما عن المواقف الحاسمة الامر الذي يمكن اعتباره نوع من الخذلان السياسي لليمنيين الذين ترقبوا دعما سياسيا ملموسا يليق باليمن واليمنيين على اجندة القوى المؤثرة فقد كان مأمولا أن تعيد القمة التأكيد على مرجعيات الحل السياسي في اليمن وعلى رأسها القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وتحميل مليشيا الحوثي المسؤولية عن التصعيد في البحر الأحمر وتهديدها للملاحة الدولية و استمرار الانقلاب و عرقلة جهود السلام. 

لقد تجاهلت البيانات كل ذلك، وذهبت لصياغات فضفاضة ساوت بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي. 
و بالنسبة للولايات المتحدة، المفترض ان تكون ضامنا للعملية السياسية الا انها اكتفت بمواقف تفتقر الى الحزم في وقت تتزايد فيه المخاطر الاقليمية من استمرار الازمة اليمنية. 
وفيما يتعلق بالموقف الخليجي، فرغم الجهود السعودية الملموسة، لم ينعكس كإرادة جماعية تتعامل مع اليمن كأولوية استراتيجية.

اليمن اليوم  لم يعد فقط أزمة إنسانية بل اصبح ساحة لتقاطع المصالح وسلاحا في يد المشروع الايراني لتهديد امن المنطقة وعدم اعطائه حقه في القمة وتجاهل مآلات هذا الواقع، سيعيد انتاج الفوضى باشكال اكثر قسوة، حتى وإن توقفت الحرب رسميا وعليه ليس من حق احد بعد اليوم أن يتحدث عن السلام دون أن يسمي معرقليه وليس مقبولا أن يظل اليمن رهينة لبيانات دبلوماسية باردة وباهتة في وقت يحترق فيه واقعه كل يوم وتتأكل فيه الشرعية بسبب سوء الادارة والدعم والمساندة الخليجية والامريكية المبنية على اساس الحل وليس المصالح الخارجية المرجوة من هكذا وضع. اليمن بحاجة إلى مواقف و وضوح وحلول، لا الى مجاملات ومواقف رمادية.