فك الارتباط.. سند قانوني وحق تاريخي لا يسقط بالتقادم

فك الارتباط.. سند قانوني وحق تاريخي لا يسقط بالتقادم

(أبين الآن)خاص

كتب / أمجد يسلم صبيح


في الذكرى الـ31 لإعلان فك الارتباط، نقف اليوم أمام محطة تاريخية فاصلة في مسيرة نضال شعب الجنوب المستمرة لاستعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990.


لم يكن إعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994 قراراً عابراً أو نزوة سياسية، بل كان نتيجة حتمية لخيانة شركاء الوحدة وتنكرهم للاتفاقيات الموقعة، وإعلاناً صريحاً بانتهاء مشروع الوحدة الذي تحول إلى احتلال عسكري بغيض.


عندما أعلن الرئيس علي سالم البيض من حضرموت فك الارتباط وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية، كان يستند إلى أسس قانونية راسخة في القانون الدولي، أبرزها:


 1. اتفاقية فيينا للعام 1961 المتعلقة بالاتفاقيات الدولية بين الدول، والتي تنص على أنه إذا تنصلت إحدى الدولتين أو خرقت بنود الاتفاقية الثنائية، فإنه يحق للدولة الأخرى أن تُعلن أنها في حلّ من هذه الاتفاقية.
 2. قراري مجلس الأمن رقم 924 و931 للعام 1994، اللذان نصا على رفض فرض الوحدة بالقوة، والدعوة للحوار بين الدولتين لحسم موضوع النزاع.
 3. مبدأ تقرير المصير المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، والذي يكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها.


إن التوصيف القانوني الدقيق لوضع الجنوب يؤكد أننا لسنا أمام حالة انفصال، بل استعادة لدولة كانت قائمة وذات سيادة قبل 1990. فالجنوب لم يكن إقليماً أو أقلية من دولة مستقرة تاريخياً، بل دخل في شراكة ثنائية بين دولتين ذواتي سيادة، فشلت هذه الشراكة وانتهت بالحرب التي أطاحت باتفاقية 30 نوفمبر 1989.


لقد أثبتت السنوات الـ31 الماضية أن الوحدة انتهت فعلياً بحرب صيف 1994، وأن ما تلاها كان احتلالاً بكل المقاييس، تجلى في:


 • نهب الأراضي والثروات الجنوبية بشكل ممنهج
 • تدمير المؤسسات الاقتصادية والإنتاجية في الجنوب
 • تسريح عشرات الآلاف من الكوادر العسكرية والمدنية الجنوبية
 • فرض سياسات تمييزية ضد أبناء الجنوب في كافة مناحي الحياة
 • ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان موثقة دولياً


اليوم، وبعد مرور 31 عاماً على إعلان فك الارتباط، يقف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي كممثل شرعي لقضية الجنوب وحامل لواء النضال لاستعادة الدولة الجنوبية. لقد استطاع المجلس أن يبني مؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية تؤهل الجنوب لبناء دولته المستقلة بواقعية سياسية.


إن الرسالة التي نوجهها للمجتمع الإقليمي والدولي في هذه الذكرى واضحة: أي حلول لا تحترم تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته مصيرها الفشل، وأي مفاوضات لا تُبنى على أساس حل الدولتين لن تحقق الاستقرار المنشود في المنطقة.


نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى لاستعادة دولتنا، بفضل صمود شعبنا وتضحيات أبنائه وقيادته الحكيمة التي تمثل إرادته الحقيقية. وستظل ذكرى 21 مايو محطة مضيئة في تاريخ نضالنا، وخطاً فاصلاً بين مرحلتين: وحدة مغدورة انتهت، ومشروع استقلال جنوبي متجدد.


 #الذكرى_31_لفك_الارتباط